responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 121


كتاب علي إلى أبي موسى قال : وذكروا أنه لما بلغ عليا كتاب أبي موسى رق له ، وأحب أن يضمه إليه ، فكتب إليه : أما بعد ، فإنك امرؤ ضللك الهوى ، واستدرجك الغرور ، فاستقل الله يقلك عثرتك ، فإنه من استقال الله أقاله ، إن الله يغفر ولا يغير ، وأحب عباده إليه المتقون ، والسلام .
فلما انتهى كتاب علي إلى أبي موسى هم أن يرجع ، ثم قال لأصحابه إني امرؤ غلب على الحياء ، ولا يستطيع هذا الأمر رجل فيه حياء .
جوابه فكتب أبو موسى إلى علي : أما بعد ، فلو لا أني خشيت أن يؤول منع الجواب إلى أعظم مما في نفسك لم أجبك ، لأنه ليس عذر ينفعني ، ولا عذر يمنعني منك ، وأما التزامي مكة ، فإني استنسرت إلى أهل الشام ، وانقطعت من أهل العراق ، وأصبت أقواما صغروا من ذنبي ما عظمتم ، وعظموا من حقي ما صغرتم ، فأقمت بين أظهرهم ، إذ لم يكن لي منكم ولي ولا نصير .
ذكر الخوارج على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : وذكروا أنه لما كان من الحكمين ما كان ، لقيت الخوارج بعضها بعضا ، فاجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، ما ينبغي لقوم يؤمنون بالرحمن ، وينسبون إلى حكم القرآن أن تكون هذه الدنيا آثر عندهم من الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والقول بالحق ، وإن ضر ومر [1] فإنه إن يضر ويمر في هذه الدنيا ، فإن ثوابه يوم القيامة رضوان الله ، وخلود الجنة ، فاخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها ، إلى بعض هذه المدائن ، منكرين لهذه البدعة والمضلة ، والأحكام الجائرة .
فقال حرقوص بن زهير : إن المتاع بهذه الدنيا قليل ، وإن الفراق لها وشيك ، فلا تدعوكم زينتها وبهجتها إلى المقام بها ، ولا تلوينكم عن طلب الحق ، وإنكار الظلم ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، يا قوم إن الرأي ما قد رأيتم ، والحق ما ذكرتم ، فولوا أمركم رجلا منكم ، فإنه لا بد لكم من عماد وسناد ، ومن راية تحفون حولها ، وترجعون إليها .



[1] مر : أي صار مرا .

121

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست