responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 110


شككتنا في ديننا ! ورددتنا على أعقابنا بعد مئة ألف قتلوا منا ومنهم ؟ أفلا كان هذا قبل السيف ؟ وقبل طلحة والزبير وعائشة ، قد دعوك إلى ذلك فأبيت ، وزعمت أنك أولى بالحق وأن من خالفنا منهم ضال حلال الدم ، وقد حكم الله تعالى في هذا الحال ما قد سمعت ، فإن كان القوم كفارا مشركين ، فليس لنا أن نرفع السيف عنهم ، حتى يفيئوا إلى أمر الله ، وإن كانوا أهل فتنة فليس لنا أن نرفع السيف عنهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ، والله ما أسلموا ، ولا أدوا الجزية ، ولا فاءوا إلى أمر الله ، ولا طفئت الفتنة ، فقال علي : والله إني لهذا الأمر كاره .
قتل عمار بن ياسر قال : فلما رد علي على عمار أنه كاره للقضية ، وأنه ليس من رأيه ، نادى عمار : أيها الناس هل من رائح إلى الجنة ، فخرج إليه خمس مئة رجل ، منهم أبو الهيثم وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، فاستسقى عمار الماء ، فأتاه غلام له بإداوة فيها لبن ، فلما رآه كبر وقال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " آخر زادك من الدنيا لبن " ، ثم قال عمار :
اليوم ألقى الأحبة : محمدا وحزبه . ثم حمل عمار وأصحابه ، فالتقى عليه رجلان فقتلاه ، وأقبلا برأسه إلى معاوية يتنازعان فيه ، كل يقول أنا قتلته ، فقال لهما عمرو بن العاص : والله إن تتنازعان إلا في النار ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تقتل عمارا الفئة الباغية " فقال معاوية : قبحك الله من شيخ ! فما تزال تتزلق في قولك ، أو نحن قتلناه ؟ إنما قتله الذين جاءوا به ، ثم التفت إلى أهل الشام فقال : إنما نحن الفئة الباغية ؟ التي تبغى دم عثمان . فلما قتل عمار اختلط الناس ، حتى ترك أهل الرايات مراكزهم ، وأقحم أهل الشام ، وذلك من آخر النهار ، وتفرق الناس عن علي ، فقال عدي بن حاتم : والله يا أمير المؤمنين ما أبقت هذه الوقعة لنا ولا لهم عميدا ، فقاتل حتى يفتح الله تعالى لك ، فإن فينا بقية ، فقال علي : يا عدي ، قتل عمار بن ياسر ؟ قال : نعم ، فبكى علي وقال : رحمك الله يا عمار ، استوجب الحياة والرزق الكريم ، كم تريدون أن يعيش عمار ، وقد نيف على التسعين ؟
هزيمة أهل الشام ثم أقبل الأشتر جريحا ، فقال : يا أمير المؤمنين ، خيل كخيل ، ورجال كرجال ، ولنا الفضل إلى ساعتنا هذه ، فعد مكانك الذي كنت فيه ، فإن الناس إنما يطلبونك حيث تركوك .
وإن عليا دعا بفرسه التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم دعا ببغلة رسول الله صلى الله

110

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست