نام کتاب : الامامة والحكومة نویسنده : محمد حسين الأنصاري جلد : 1 صفحه : 137
والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله عندما حوصر في شعب مكة وابتعد الناس عنه فإنه اقتضى عدم النفع به لهم فيكون وجوده عبثا ؟ ! وإن أجاب بإنه بعد ذلك أتى قومه فاستفادوا منه قلنا ذلك في الحجة عليه السلام إذ سيستفيد الناس منه بخروجه هذا أولا وثانيا نسأل : لو لم يسأل الرسول ولم يتبع ولم يؤمن به من آمن أكان أمانا للعذاب لقومه أم لا ؟ ! مع علم الجاحدين بذلك أم لا . والجواب يكون من كتاب الله إذا استنطقناه بذلك . ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم . . ) [1] . ونقول في الامام ما قلناه في الرسول صلى الله عليه وآله لأنه من نوره ومنهاجه وبه وبأمثاله رفع العذاب عنا وعنهم . ولعله لذا وأمثاله ذكر سلام الله عليه وجه الانتفاع به عندما قال : - ( وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب . وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء . ) [2] . وعندما يقول مؤيدا ومصفقا لابن تيمية { ولا يحلق ابن تيمية في الجدل النظري إنما ينتقد صميم العقيدة الشيعية في الامام المستور حين يقول : إن كان الله أوجب على الناس طاعتهم ولكن الخلق عصوهم قيل لم يحصل في العالم لا لطف ولا رحمة فالمنتظر لم ينتفع به من أقر به أو من جحده . } [3] . نرى مدى جحده وبعده عن الحق بما قدمناه لأنه حتى وإن قصر عقله عن استيعاب فائدة الامام المستور الآن فلا بد أن يستوعب بأن له فائدته عند رفع .
[1] الآية " 34 " سورة الأنفال - 8 - [2] عن توقيع صاحب الزمان عليه السلام كما ورد في كتاب الاحتجاج / ج 2 ص 284 [3] النظرية / ص 76 .
137
نام کتاب : الامامة والحكومة نویسنده : محمد حسين الأنصاري جلد : 1 صفحه : 137