الموجودات عن وجود الخالق إذ إنها آيات عظمته وقدرته وكلما كان الوجود أكمل فحكايته عن الوجود الإلهي أعظم وأتم . وقد قال ( عليه السلام ) : « ما لله آية أكبر منّي » باعتبار ان الكمالات التي وصل إليها ( عليه السلام ) ( بغير وجوده البدني ) حاكية عن وجود الحق أكثر من حكاية السماوات والأرضين . فالوجود الخارجي يكون حاكيا عن وجود خارجي آخر أكمل وأتم من الأول . فالحكاية ليست مقتصرة على الوجود الذهني . بل ان الافعال القبيحة الصادرة من الفاعل البشري المختار حاكية عن الهيئات الرديئة في النفس . * ثم إنه لا مضايقة في ان يخلق الإنسان وجودات اعتبارية للأمور الخارجية العينية وذلك لغرض الاحتياج إلى هذا الاعتبار من أجل الاجتماع والتفاهم ، وهذا الوجود الاعتباري لا يلغي الوجود التكويني الخارجي العيني ، ومثاله الواضح الوجود اللفظي والوجود الكتبي فهما وجودان اعتباريان دعت إليهما الحاجة وهذان الوجودان الاعتباريان يكونان حاكيين عن الوجود العيني الخارجي . وقد تدعو الحاجة إلى اعتبار وجودات أخرى حاكية عن الوجود الغيبي وهكذا نستطيع ملاحظة الهجاء الوارد في القرآن فهو وان كان انشائيا لكنه حاك عن أمور تكوينية وواقع خارجي وإنما أظهره القرآن بانشاء الهجاء لاعلام الآخرين بما حصل في للأقوام الآخرين . * ثم ان الشجار في الأمر البديهي لا يؤدي إلى عدم البداهة . نوضح ذلك في علم المنطق إنه قد تعتري الإنسان أسباب تؤدي إلى انكار البديهة كالمغالطة والشبهة في قبال البديهة ، وهذا الانكار لا يؤدي إلى انكار بديهية القضية . وقد يكون الانكار في بعض الأحيان نتيجة حالة مرضية تصيب القوة العاقلة حيث لا ينصاع العقل العملي لمدركات العقل النظري ، فيصاب بحالة التشكيك الدائم كما وقع للرازي . فهذا كله لا يؤدي إلى عدم بداهة القضية .