الأخبار المعتبرة فقط حديث لا أساس له من الموازين العلمية والصحة ودعوى جهالة ، ويمكن ابراز فوائد تلك الأخبار فيما يأتي : - 1 - ان الاخبار الضعيفة تمثل مادة ومنبع المتواترات . 2 - ان الأخبار الضعيفة إذا كانت محفوفة بقرائن توجب الوثوق بالصدور تجعلها معتبرة يعتمد عليها . 3 - ان المطالع والمتتبع في تاريخ البشرية يلاحظ أن اعتماد الناس على الخبر الضعيف بلحاظ التواتر أو الاستفاضة ، وهذا هو الذي يجعل الخبر موثوقاً بصدوره ، وخير مثال على ذلك الإخبار عن الأمم والقرون الماضية ، حيث ان مادتها الأولى اخبار لا ترقى إلى الصحاح مع قبول الناس لها بلحاظ ما تفيده من الوثوق بصدورها . وتحليل ذلك يعود إلى ما يسمّى بعملية حساب الاحتمال وتصاعده البالغ لذلك الحد من الوثوق طبقاً للقواعد الرياضية البرهانية . 4 - إن المباني في قبول الأخبار مختلفة ومتنوعة ، فكم من خبر رفض الشهيد الثاني العمل به بينما صححه المتأخرون خصوصا بعد بزوغ طريقة التحليل المشابه للتحليل التاريخي ، والاستفادة من طبقات المحدثين التي ابتكرها السيد البروجردي والمحقق الأردبيلي صاحب جامع الرواة . وعليه لا يمكن اعتمادها ضابطة عامة لتضعيف الخبر فالضابطة اجتهادية . 5 - ان الخبر الضعيف ( الذي لا يُعلم وضعه أو تدليسه ) يحرم رده وإن لم يجب العمل به ، إذ بين حرمة الرد والحجية فرق ، كما حرّر في علم الحديث والأصول ، ولم يخالف في هذا الحكم أحد ، وتلك الغربلة تعني الرد . 6 - ان الخبر الضعيف ان لم يجب العمل على طبقه فإنه يفيد في مواطن عدة من باب توليد طرح الاحتمال ، فهو ليس بأقل - بل يفوق - استدلالاً منقول عن أحد الحكماء أو العلماء السابقين ، فأي ضرر فيها ان اعتبرت إشارتها إلى احتمال من