منها : التدليل على الكبرى بما ورد نصوص عديدة تنص على ان الخلفاء بعد الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) اثنا عشر ، وفي بعضها أنهم من قريش ، وفي بعضها أنهم من بنى هاشم ، وهذه طائفة من الأحاديث . وقد وقع العامة في بلبلة وتشويش في كيفية التطبيق الخارجي للخلفاء الاثني عشر ، واختلفت أقوالهم وبعض جعل بينهم فاصل ولم يشترط التتابع ، وبعض أنهاهم قبل يوم القيامة مع أن في بعض الألسنة أنه هؤلاء الخلفاء حتى يوم القيامة ، ولو بحث الباحث عن الحقيقة بعيدا عن التعصب لا يرى مصداقا لهذا الحديث إلا لدى الإمامية الاثني عشرية حيث لا يوجد طائفة لديها تفسير لهذه الطائفة المتواترة إلا لدى الإمامية الاثني عشرية ، حيث أن الإمامة المنصوبة المجعولة من قبل الله تعالى عندهم إلى يوم القيامة هي في الاثني عشر . ونشير إلى نكتة مهمة يلحظها المطالع لكتب التاريخ انه لم يدّع أحد لنفسه هذه المقامات وأنها خلافة الرسول طبقا لهذا الحديث إلا الأئمة الاثني عشر ، فكانوا يدّعون علم الكتاب كله وكانوا على مرأى ومسمع من الدول الأموية والعباسية قرابة ثلاثة قرون ، ولم تفتأ تلك الدولتين من امتحانهم في العلوم المختلفة ومسائل الدين وأحكامه ، بل كانوا يمتحنونهم في الفنون المختلفة وفي الصفات البدنية بغية منهم أن يقطعوا عليهم دعواهم ، ولم تكتفِ الدولتين بما كان لديها من أفراد في العلوم المختلفة بل كانت تستعين بعلماء النصارى واليهود والروم والهند وغيرها ، وبأصحاب الرياضات المختلفة ، وبمختلف وسائل القوى روما في دحض دعوى هؤلاء الأئمة الاثني عشر . لكن الرصد التاريخي ينبئنا بفشل الدولتين في ذلك ، وفشل علماء الفرق الاسلامية الآخرى في مقابلتهم ، بل كان نجمهم يزداد تلألأ مما يضطر السلطات إلى تصفية وجودهم المبارك ، فكان ذلك تحدي وإعجاز للبشرية أجمع طيلة قرون ثلاثة . وقد تحدوا جميع مَن حولهم أن يُقدِموا على مساجلتهم وقطع حجتهم ولم