يكون خلافا للراجح وتكون هي عبادة الأحرار . وببيان عقلي ان لكل قوة من قوى النفس كمال تسعى إليه وهذه القوى المادون كمالها هو في النعيم الآخروي والأجر والابتعاد عن النار ، فيجعل الانسان سعيه في الدنيا لغرض تسكين تلك الغرائز في النشأة الدنيوية كي لا تمانعه من أن يسير في طريق آخر وهو طريق الحق وسير النفوس في كمالاتها العالية ، فالخوف من النار وطلب الجنة هو غاية متوسطة للقوى النازلة حتى لا تمانع من سير النفوس العالية . وروي في الصحيفة السجادية أنه ( عليه السلام ) رؤي بعد منتصف ليلة متهيأ بأحسن وأجمل هيئة لي سكك المدينة فسئل : إلى أين ؟ فقال ( عليه السلام ) : إلى خطبة الحور وقصد بذلك التهجد في المسجد النبوي ، وفي كفاية الأثر في باب ما جاء عن الصادق ( عليه السلام ) في التنصيص على الأئمة ( عليه السلام ) في حديث قال ( عليه السلام ) : أن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به وأسرع إليه اللطف فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة فإذا نزل منزل الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل في القدرة عرف الاطباق السبعة ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه [1] . 4 - أنه ورد في معتبرة السكوني عن جعفر عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إذا حضر سلطان من سلطان الله جنازة فهو أحق بالصلاة عليها ، وإن قدّمه ولي الميت وإلا فهو غاصب » [2] فقد قيد صلاته على الجنازة بإذن ولي الميت ، ولم يجعل أولى منه . والجواب : أن متن الرواية متدافع حيث ان اثبات الأحقية يفيد أولويته على
[1] كفاية الأثر : 253 . [2] وسائل الشيعة ، أبواب الجنازة ، باب 23 - ح 3 .