الحد لماهية الإمامة كما ذكرنا في الطائفة الأولى . 4 - بما أن لديهم هذا العلم الحضوري فلديهم القدرة وهذا يعني ان لديهم الولاية التكوينية والقدرة التكوينية على من سواهم حتى الملائكة ، وهذا العلم يكسب مثل هذه القدرة الغريبة كما رأينا في آصف بن برخيا إذ ان اتيانه بعرش بلقيس بهذه السرعة ليس إلا بسبب ما حصل عليه من علم من الكتاب فكيف بمن عنده علم الكتاب ، وقد حرر في محله ان القدرة فرع العلم . 5 - لقد أشرنا إلى ان الكتاب هو الكتاب المبين وهو كتاب التكوين وهو الحاوي لكل شيء ومن وصل إلى هذا العلم يدل على علو منزلته ومقامه وعلى حسب ما أوتي نستطيع معرفة رقيه الروحي ، ومن المسلم به في علوم المعارف الإلهية أن فضيلة الانسان بمقدار ما أوتي من ربه . 6 - ان مقتضى النقاط السابقة هو إمامتهم لمن دونهم وان هذه الإمامة هداية تكوينية وإنها باقية على مر الزمان ، إذ تنزل العلوم والكمالات من المراتب العليا على النفوس المستعدة لها ، وقد مرّ عليك اطلاق الكلمة على بعض الأنبياء ، كما انه قد عرفت الفرق بين الكلمة والكتاب التكوينيين ، فعلم الكتاب حاو لجميع الكلمات ، وإياك أن تحمل هذه الاستعمالات القرآنية على المجاز والتفنن اللفظي ، فإنه كتاب حقائق موزونة ألفاظه واستعمالاته ومعانيه ولطائفه وحقائقه من لدن حكيم عليم ، فلاحظ ما ذكرناه في الفصل الأول . 7 - ان القرآن معجزة خالدة باقية على حقانية الرسول وهكذا الإمام الذي هو شاهد حي على مر الدهور على صدق الرسول ، حيث ان شهادة من عنده علم الطائفة الثالثة : آيات الهداية الكتاب لكل افراد الانسانية كما ان القرآن لجميع الانسانية فكذلك الشاهد الآخر يكون شاهدا أبديا على صدق الرسالة وصدق الكتاب من الحق سبحانه وهو القرآن الناطق .