التلو التابع لا التلاوة . * ان المراد من حرف الجر في قوله تعالى ( بَيِّنَة مِنْ رَبِّهِ ) هي النشوية لا البيانية أي إنها ناشئة من الله وآتية من جانبه . * لفظة ( منه ) الواردة في ( شاهد منه ) هل المراد منها الاتصال النسبي أم أمر آخر ؟ والأول بعيد وذلك لان القرآن لا يعتد بخصوص ظاهرة الولاء النسبي فقط في نسبة الاشخاص كما في قوله تعالى ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) مع انه ابنه ، بل يعتبر ان من خرج عن الطريق الصحيح فهو خارج عن اتصاله بالنبي وهنا اطلاق ( منه ) على الإمام علي ( عليه السلام ) من جهة نسبة الروح والولاء والإيمان وكونه منه لها دخالة في شهادة الشاهد ، ويؤكده ما ورد عن الإمام من رؤيته لنور النبوة ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : أنت أخي ، فالأخوة ليست نسبية والشقيق يعني الاشتقاق من أصل واحد فمرتبتهما الغيبية تؤول إلى أصل واحد ، وقريب منه ما ورد كنا نورا واحدا ، ومثله قوله تعالى ( وأنْفُسَنا وأنْفُسكُم ) . ثالثاً : أما النقاط التي يمكن استفادتها من هذه الطائفة : 1 - ثبوت مقام الطهارة والعصمة لمن عنده علم الكتاب حيث ان الشهادة لا يمكن أن تقبل في هذه المواطن التي هي اللبنة الأولى للشريعة إلا لمن اتصف بذلك ، وإن سر وحقيقة العصمة يعود للعلم ، ولم يدع أحد من الأولين والآخرين ان لديه علم الكتاب إلا هؤلاء الأطهار واستعدادهم للجواب على كل تساؤل ، ومن دلائل العصمة أجوبتهم وكلماتهم التي صحت نسبتها إليهم فإنها تظل منارا هاديا ومشعلا مضيئا إلى أبد الدهر ودالا على إمامتهم وعصمتهم ومعاجزهم العلمية . 2 - أن الأئمة ( عليهم السلام ) لديهم العلم اللدني المحيط بكل الأشياء وهو ليس غير علم الأسماء الجامع ، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في الطائفة الأولى . 3 - ان من يكون لديه العلم اللدني يكون مؤهلا للهداية التكوينية الإيصالية وهي