تعالى ( فِي كِتَاب مَكْنُون ) فكيف يكون مكنونا مع أن المنقوش برسم الخط متداول بين أيدي الناس . 3 - قوله تعالى ( مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ . . . ) وقد ورد توصيف الكتاب المبين بأنه أم الكتاب . 4 - أن في القرآن الاسم الأعظم وهو ليس من جنس الألفاظ المصوتة - وإن كان لإسمه لفظ - فلا يعقل وجوده في القرآن بوجوده الاعتباري بنقش رسم الخط بل في القرآن التكويني . ومن هنا ننتقل إلى نقطة أخرى ان هذه الاقسام التي ذكرناه للكتاب هي في واقعها تنزلات ومراتب للكتاب المبين وأنها كلها تعود إليه ، والكتاب المبين هو عين القرآن الكريم وهو له مدارج عالية ونازلة ومدارجه العالية أم الكتاب أي المصدر الذي يتنزل عنه كل شيء ، والبقية تنزلات . والدليل على ذلك : أ - أنه قد ورد أن في القرآن أشياء يراد منها أمور تكوينية كالأسماء الحسنى ، واللوح ، والقلم والصحف والرق المنشور . ب - أن الماهية المقررة للكتاب شيء يكتب فيه ويجمع فيه الكلمات والكلام ، والكلمة والكلام هو ما يدل على أمر ما ، وهذه الدلالة وإن كانت بالوضع الاعتباري كما في الألفاظ فهي كلمة وكلام اعتباري ، ومصداق فرضي لماهية ومفهوم الكلمة والكلام ، وأما إن كانت الدلالة تكوينية فالشيء الدال تكوينا كلمة وكلام حقيقيان ومصداق خارجي للماهية ، قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) [1] ، وبالتالي فإن الكتاب الحقيقي هو الذي يجمع ويضم الكلمة