والكلام الحقيقيين جمعا وضما تكوينا . وكذلك الحال في الاسم إنما سمي أسما لأنه يكون علامة على ذي العلامة والمصداق الاعتباري له هو اللفظ المصوت لكون دلالته بالوضع الفرضي الاعتباري ، بخلاف المصداق الحقيقي فهو الدال تكوينا والعلامة التكوينية على الشئ ، فالكتاب مجموع الكلمات ، و ماهية الكلمة هي الشئ المنطوق بها ، والنطق هو الاظهار والاعراب وهو أيضا ينقسم إلى اظهار تكويني واعتباري ، وهو اعراب عن مغيب ومستور فنطق الله تعالى خلقه وايجاده ومخلوقاته كلماته وبعضها تام . ج ذكر في المعقول أن كل معنى ماهوي له وجود اعتباري ، ولا يمكن ان يكون هناك شيء اعتباري ليس وراءه أمر تكويني أي ان الماهية التي يفرض لها وجود اعتباري انما تُقتنص وتنتزع عن وجود تكويني لها ، فالكلمة لها وجود تكويني ، والأسم له وجود تكويني ، فالمعنى الاعتباري لا يمكن ان يكون مستلاً لا من شيء ، بل لا بد ان يستل من وجود تكويني ، وهذه مسألة استوفي البحث فيها في الاعتباريات في علم الأصول أيضا ، ومن شواهدها القرآنية التعبير عن بعض الأنبياء انه كلمة من الله ، ( النساء : 171 - المؤمنون : 50 ) ، وهذا الاطلاق ليس مجازيا بل هو اطلاق حقيقي واطلاق الكلمة على اللفظ هو المجازي لأن حقيقة الكلمة هي المعبرة تكوينا عن معنى لدى المتكلم ، والمتكلم هنا هو الله جل وعلى والنبي معبر حقيقي عن الله وعن عظمته وينبئ عما في الغيب ، فهذا الاطلاق حقيقي . وإذا كان القرآن الكريم هو الكتاب المبين وهو أم الكتاب وهذا يعني انه الكتاب التكويني فكل الكمالات المتنزلة تكون هناك موجودة بشكل بسيط شريف وعال ويكون معنى الكتاب هو وجود جمعي بسيط مجموع فيه كل الكلمات التي تعبر