الأفعال يرى أن جذرها كلها واحد هو الانصياع إلى الأنا وعدم تسليم النفس لله الواحد الأحد وعدم الانصياع لأوامره وأن كل شيء ذائب فيه وأن لا استقلالية لأحد بل كل في سبيله ومن أجله وكل آية له سبحانه ، و أخيرا يصل إلى الأخلاق وأن منشأ جميع الرذائل يرجع إلى الكبر ومنشأ كل الفضائل يرجع إلى الخضوع ، والإمام في كل هذا يربط بين اقسام الكفر ويرجعها إلى الأصل الواحد . رابعاً : عصمة آدم معصية آدم وإخراجه من الجنة ، وهذه من المسائل المهمة التي كثرت فيها الأقوال والآراء وزلت الاقدام من القديم وحتى يومنا هذا ، وخصوصا أن القران قد عبر ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) ، فكيف يتناسب هذا التعبير مع غيره من نسبة زلة الشيطان لآدم الذي له تلك المقامات العالية والخلافة عن الحق تعالى وهي خلافة أسمائية ، وهذا له جواب نقضي وحلي . أما الجواب النقضي فهو : أن الواقعة تحكي نوع من المخالفة للملائكة مع أنهم معصومون ولا يعصون الله ما أمرهم ، وذلك عندما قال لهم الحق تعالى ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) فإن فيها نوع من التأنيب فأي جواب يذكر للملائكة فيتجه لآدم ، ثم إن المكان الذي يجب أن يكون فيه هو الأرض وان فعله هذا لم يؤثر على مقامه وخلافته بدليل رد الاعتبار الذي حصل له بالتوبة ، وأن الذي فقده هو الخروج من الجنة ولا يعلم أن هذا عقاب حيث أن آدم مخلوق أرضي أصلا ، ثم ان الانزال للأرض ليس فيه عقاب بل هو نوع من التكريم لأنها دار الحصاد وفيها الابتلاء والتكامل والسعي نحو الآخرة ، وهذه الجنة التي كان فيها ليست جنة الخلد بل هي أقل شأنا من جنة المأوى والآخرة وذلك لأن الخلود في الأخيرة ، وهذا كله شاهد على ان الهبوط للأرض ليس فيه توهين لآدم . أما الجواب الحلي :