responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 351


1 - أن الحق تعالى يتعرض في حديثه عن الأنبياء دائما إلى جنبتهم البشرية وأنهم مخلوقون له ، وان كمالاتهم بالنسبة إليه ناقصة ومحدودة كما يتعرض إلى كمالاتهم الغيبية التي يفوقون بها على البشر ، وهذا ليس لأجل بيان عيوبهم ونقائصهم بل لأجل بيان أنهم ليسوا بآلهة يعبدون من دون الله بل هم عباد مكرمون محتاجون إلى الله ، وحتى الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) الذي لا خلاف في مقاماته ومنزلته فإن القران يركز على بشريته ، كما يركز على مقاماته الغيبية ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ) [1] ففي الحين الذي يؤكد على مماثلته لهم بالبشرية يؤكد على اختلافه معهم بالمقام الغيبي وهو الارتباط بالوحي والعوالم الإلهية ، حتى لا يعبد من دون الله فهم بالإضافة إلى بارئهم محدودين كمالاتهم ناقصة ولكن بالإضافة إلى ما سواهم فهم المعصومون الأنبياء الواجب اتباعهم واتخاذهم قدوة . وهذا كله لأن الواسطة - في الحين الذي هي ضرورة لا بد منها - يجب أن يتوفر فيها خاصية الوساطة لا خاصية الحجاب .
وبتحليل آخر يشير علماء النفس إلى أن الانسان يجب ان يستشعر في نفسه النقص فإذا أحس به سار وسعى نحو الكمال ، ولذلك كانت العبادة - أي أصل العبادة - تكاملاً لكن المتعلقة بالمعبود الحقيقي ، وحيث كان الأنبياء هم قدوة المخلوقات فيجب أن يشعر الناس فيهم كلا الجنبتين ، يرونهم أعلى منهم شأنا وأرفع منزلة من جهة الهدي الخارق والأفعال التكوينية الخارقة ليستشعر الانسان النقص في نفسه فيسعى نحو الكمال الذي يراه ، ويجب في نفس الوقت أن يلحظوا فيهم جنبة النقص والحاجة لله وإنهم مخلوقون مثلهم حتى لا يكونوا حجابا دون الحق تعالى فيظهر الحق تعالى جانب النقص فيهم من خلال بعض



[1] فصلت : 6 .

351

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست