وتأييدهم ، تسبيح الله . . . ونتيجة أن علمهم كان من آدم وأن عليهم متابعة آدم والانقياد له وأنه حاز مقام الخلافة فهذه كلها تدل على أن لآدم الولاية التكوينية على الملائكة ، وتكون شؤون الملائكة كلها تحت يده وفي تصرفه . 4 - أن خلافة آدم ليست خلافة مقيدة بل خلافة مطلقة ونستطيع أن نطلق عليها أنها خلافة أسمائية لله عز وجل وذلك لأنه بالعلم بالأسماء الشاعرة الحية العاقلة استحق مقام الخلافة ، وأسماء الله لها تأثير في عالم الخلقة حيث أنها حقائق حية واقعية مهيمنة ، حيث أن أفعال الله تعرف بأسمائه وهي آثار وتوابع أسمائه فتكون بذلك كل القدرات الموجودة في عالم التكوين محاطة بها وهو ذلك المقام . وبالطبع ليس هذا الثبوت بنحو التفويض الباطل العزلي بل هو أقدار من الله سبحانه وتعالى في عين ثبوت القدرة المستقلة الأزلية لله عز وجل . الأمر الثاني : إباء إبليس * إن من المسلم به أن إبليس كان في جمع الملائكة عندما خاطبهم الله وأمرهم بالسجود لآدم ، أما أن إبليس هل هو من الجن أو الملائكة فقد كان موضع خلاف وتعبير القرآن أنه من الجن ( كَانَ مِنَ الْجِنِّ ) وهذا وإن كان له تفسيران أنه كان من الملائكة فصار من الجن وأن ( كان ) هنا بمعنى صار ، أو أن يقال أنه من الجن وإنما تواجد في جمع الملائكة لأن الله جل وعلا ، كان يكلفه بوظائف الملائكة وهذا نوع تشريف لإبليس ، والروايات الواردة تشير إلى أن لإبليس قبل الامتحان مقاما رفيعا ويدل عليه انضمامه في الخطاب الموجه للملائكة ، كما أن تشريفه بالخطاب الإلهي يدلل على أنه كان من الموحدين ، والمؤمنين بالله وبعالم الغيب والمعاد ( أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) وأما إنباء آدم للملائكة فقد كان حاضرا بمقتضى تواجده معهم .