responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 328


ومقتضى ذلك أن إبليس استحق الكفر لأنه لم يؤمن بالإمامة ، مقام خلافة الله ، وبالتحديد لعدم طاعته لله عز وجل في الائتمام والانقياد لمن جعله الله إماما ، ولم يذكر لإبليس فعلا وعصيانا آخر استحق به هذا العقاب ، وكانت النتيجة أن مصير إبليس هو جهنم وأن كل ما عمله قد ذهب سدى وهباء .
فهذا يثبت أحد معتقدات الإمامية وهي ان النجاة مرهونة بالائتمام بخليفة الله في ارضه ، وقد وصف إبليس بالكفر وهو على درجات ، و يراد منه هاهنا الكفر الاصطلاحي الذي يقابل أصل الإيمان ويستوجب الخلود في النار .
والكفر على قسمين : أحدهما بحسب الواقع دون الظاهر ، والآخر بحسب الواقع والظاهر معا ، والظاهري هو ما عليه الكفار الآن ، وأما الأول فهو ما نشاهده من المقصرين الذين اطلعوا على الأدلة الحقة إلا إنهم لم يؤمنوا ( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) [1] ، فهؤلاء وإن كانوا في الظاهر غير كافرين إلا أنهم بحسب الواقع كافرون ، ويعاملون في الآخرة على طبق الواقع الحقيقي ، وأما في هذه النشأة والدار فيعاملون معاملة ظاهر الاسلام ، فالإمامة مرتبة من مراتب التوحيد والإيمان فهي توحيد في الطاعة كما ذكرنا ذلك مرارا في الفصل الأول ، وبالتعبير الوارد في هذه الواقعة رأينا أن الكفر أطلق في قبال الائتمام كما أطلق في مقابل الإيمان والتوحيد .
* كما أننا نلاحظ أن من أصعب الامتحانات الإلهية في العقيدة هو الإيمان بالإمامة حيث أن هذين الموجودين الملائكة والجن لا يظهر منهم أي تمنع من الاستجابة لنداء التوحيد والنبوة بخلاف الإمامة وهو الانقياد المطلق لخليفة الله والخضوع و السجود إليه حيث تمنع إبليس عن ذلك .



[1] الحجرات : 14 .

328

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست