ط - يظهر من بعض الآيات الحاكية لهذه الواقعة أن الأمر بالسجود وقع مباشرة بعد خلقة آدم من دون وجود تراخي ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) وهذا يدل على التلازم والفورية وأن لا تمر فترة من بعد الخلقة من دون انقياد الملائكة به . ي - أن تكرار هذا المقطع بالذات من دون بقية المقاطع فيه دلالة مؤكدة على أن ما جرى من الواقعة هو من باب المقدمة لهذا الأمر ، وأن كل ما مضى كان اعداداً لها وبتعبير آخر أن المحاورة من إخبار الملائكة بالخلق وغيره كله جرى تمهيدا وبيانا لمقام هذا المخلوق الجديد حتى لا يكون الأمر بالسجود مفاجئا للملائكة ولا تنفر منه ذواتهم . فهذه 10 قرائن وملاحظات عامة على التعابير الواردة في هذا المقطع ، أما ما يمكن استظهاره من المعاني في هذا الشأن فهو : 1 - كما ان إنباء آدم للملائكة تعبير عن الهداية إلا رائية وأنه استكمال لهم لولاه لما حصل لهم ذلك العلم ، فإن السجود لآدم هو تعبير عن الهداية الإيصالية والمتابعة العملية التي بدونها لا يحصل لهم أي كمال ، وهذا الانقياد لم يكن لمجرد مخلوق بل إنما هو لمقام الخلافة الذي جعله الله تعالى لآدم فلازم مقام الخلافة عند الله هو متابعة وانقياد الملائكة والجن ( بناء على القول المشهور ان إبليس من الجن ) وهذا هو مفاد الإمامة وهي المتابعة العملية والعلمية والهداية إلا رائية والإيصالية ، ويثبت بذلك أن شؤون الإمامة ليست للناس فقط وإنما هي تشمل الملائكة والجن . 2 - أن حدود إمامة آدم لا تقتصر على البشر بل تشمل الملائكة والجن أيضا . 3 - أن القرآن الكريم قد أثبت للملائكة وظائف وشؤون متعدد منها الحفظة ، انزال الذكر ، قبض الأرواح ، نشر الرياح ، اللواقح ، المقسمات ، نصرة الرسل