السجود بل عبر بالوقوع الفوري وهذا فيه نوع من التشديد والتأكيد لمعنى الخضوع والتعظيم . ج - أن حادثة السجود هي الحلقة المتصلة بين هذه السور السبعة فقد كررت في كل الآيات بخلاف بقية مقاطع قصة آدم . د - أن لفظ السجود ومشتقاته تكرر كثيرا حتى في الآية الواحدة مثلا في سورة الحجر كررت 5 مرات وفي الأعراف 4 مرات وفي الاسراء وص كرر 3 مرات ، وهذا التكرار لهذه اللفظة لابد له من وجه لا أنه مجرد التحسين اللفظي والأدبي ، بل يدل على محورية هذه الماهية وجعلها فيصلا بين الطاعة والمعصية . ه - في بعض الآيات ورد التأكيد على أن الأمر بالسجود كان لجميع الملائكة ولم يكتف بدلالة الجمع المحلى بأل ( الملائكة ) بل أردف بالتأكيد ب ( أجمعون ) و ( كلهم ) للدلالة على الاستغراق . و - إنه عندما رفض إبليس السجود لآدم عبر عن ذلك ( أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ) أي أن منشأ عصيان إبليس هو الإباء والاستكبار وفي مقابله طاعة الملائكة الذي يقابل الإباء والاستكبار وهو الانقياد والمتابعة والخضوع ، فمعنى السجود المأمور به فيه زيادة على معنى الاحترام والتكريم بل هو اظهار لمطلق الانقياد ( غير العبادي ) لآدم ، و إبليس لم يستكبر عن عبادة الله في الصورة بل استكبر عن أمر الله بالانقياد لآدم حيث زعم أن آدم أقل مرتبة منه . ز - أن قوله تعالى في خطابه لإبليس ( مَالَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) منطو على ظريفة لا تحصل من التعبير بلفظ الملائكة أو الضمير ما منعك ان تكون معهم إذ وصفهم بالساجدين لبيان حالة الانقياد وهو السجود . ح - نسبة آدم لله جل وعلا ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) فيها تشريف لآدم وأن خلقته وتسويته مباشرة من الله من دون توسيط الملائكة .