الحضوري ، وأما الإضافة بينه وبين الملائكة فهي إضافة إنباء وهي درجة نازلة عن العلم ، ومن القرائن على تلك المغايرة : - أن الملائكة لو كانت قابلة لتعليم الأسماء لأصبحوا في الشرف سواء مع آدم ، ولما كانت لآدم مزية عليهم فالملائكة لم يستحصلوا على ذلك العلم إلى آخر المطاف ، خصوصا إذا لاحظنا أن الأهلية للخلافة غير منوطة بالأسبقية الزمانية للحصول على العلم بل الأهلية هي بالعلم وهي حاصلة لآدم . - فاطلاع الملائكة لم يكن بالعلم اللدني ولو كان كذلك لما كانت حاجة لإنباء آدم . فالخلاصة أن الملائكة بعد إنباء آدم أصبح لديهم علما حصوليا بتلك المسميات . * غيب السماوات والأرض : ذكرنا في بحث الأسماء أن الإضافة في غيب السماوات هي إضافة لامية أي غيب للسماوات والأرض ، وقد جعل بعض العامة أن المراد بهذا الغيب هو ما كتمته الملائكة لكنه غير تام وذلك لأن قوله تعالى ( وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) [1] من عطف المغاير زيادة على الجملة السابقة إذ ( ما تبدون ) ليس من الغيب أصلا ، وما كانت تكتمه هو أنها كانت ترى أنه لا يوجد من هو أقرب منها إلى الله كما يفهم من مفاضلتها ذواتها على مطلق من هو غيرها من المخلوقات ، فليس هذا المراد من غيب السماوات والأرض بل المراد منه أمر ليس بجزء من السماوات والأرض . ومقابل الإضافة اللامية التبعيضية أي خصوص غيب هو جزء من السماوات والأرض وهو ينطبق عل الكونية المستقبلية لكن المورد ليس من هذه الموارد التي