تكون الإضافة تبعيضية ، وذلك لأنه مقام اظهار قدرته تعالى وإحاطته وعجز الملائكة ، وتمام العجز أن هذه الأسماء أمور غائبة عن العالم السماوي والأرضي خارج محيط الكون ، ومما يبعد معنى التبعيض وأن الغيب بمعنى المستقبل الذي هو جزء السماوات والأرض أنه قد عرضهم على الملائكة فهي موجودات بالفعل لا مستقبلية ، وهذا مما يعزز أيضا أن المراد غيب فعلي عن السماوات والأرض ، فإذن هي موجودات أحياء فعلية خارج إطار السماوات والأرض . * أية السجود : وفيها موقفان يجب التأمل فيهما ، أحدهما : أمر الله عز وجل الملائكة بالسجود لآدم ، والآخر هو إباء إبليس واستكباره وكونه من الكافرين . أما الأمر الأول وهو السجود ففيه عدة نقاط : - أن التساؤل يثار عادة هل أن السجود لغير الله تعالى صحيح أم لا ؟ وهذه مسألة كلامية فقهية نتعرض لبعض جوانبها ومن ثم نذكر ما يمكن إستيحاؤه من الآية الكريمة . ذهب بعض الفقهاء إلى أن السجود ذاتية العبادة ، فأينما وقع فهو عبادة فلا يجوز ايقاعه لغير الله تعالى لأنه هو المعبود حقيقة ، ولذا يذهبون إلى تأويل ما ورد في القرآن الكريم من السجود لغير الله تعالى إلى أنها تحمل على مطلق الخضوع والخشوع لا أداء تلك الحركة المعينة ، لأنه من المحال أن يأمر الله تعالى بعبادة من ليس أهلا للعبادة فهو شرك وقبيح ، ويستشهدون بما ورد من الأثر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « لو كنت أمرا أحدا بالسجود لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها » ، وهذا يعني عدم جواز الأمر بالسجود . والجواب عنه : أن المستدل يستدل بوجهين أحدهما أن السجود ذاتية العبادة ، والآخر نهي الشارع عن السجود لغير الله . أما الأول : فكون السجود - لو كان بمعنى الهيئة الجسمانية المخصوصة - ذاتية