النفس والاجتماع . 4 - أن الكمالات التي يسعى الانسان إلى تحصيلها لا تقتصر على كمالات عالم الدنيا بل هي كمالات في عوالم لاحقة لهذه الدنيا فهناك عوالم آتية فيها كمالات و دركات ومفاسد ، وأعمال الانسان في هذه الدنيا تهيئ الأرضية لنيل المكانة في تلك العوالم وهذا هو معنى المعاد . فالنتيجة : أن هذا السير يقتضي وجود الهادي والمعصوم الذي يسير بالأمة نحو المعاد الحقيقي واحراز الكمالات العالية في العوالم اللاحقة ، وهذه المقدمات تثبت ضرورة تحلي الإمام الهادي ب : أ - الهداية الإيصالية وأن يكون له تصرف في النفوس تصرفا غير إلجائي أي تتكامل النفوس باختيار الانسان . ب - الهداية الإرائية التفصيلية . ج - الزعامة الاعتبارية في الانسان المجموعي وهو المجتمع . فهذا الدليل يثبت ضرورة الإمامة حسب تعريف العلامة مع التكملة التي أضفناها . كذلك يبين الدليل الارتباط بين المعاد ومعرفة الإمام ومن هنا نفهم قوله تعالى ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ ) فالدعوة والحشر والمعاد يكون بتوسط الإمام لأنه هو الهادي لهم نحو الكمالات التي تظهر في العوالم اللاحقة ، والآثار التي تظهر في المعاد إنما هي بتوسط الإمام حيث يكون مرتبطا بالغيب ، ويعلم بلوازم الأفعال الدنيوية وحقائقها وما يضر وما ينفع . ومن الأدلة النقلية التي تؤيد هذا الدليل وما هو دور الإمام في المعاد :