وترشد إلى النكات الأدبية والبلاغية في الآية ، و هذه لا مجال لاستظهار غير المعنى الذي تشير إليه بل يجب الأخذ بها ، وأمثلتها كثيرة منها : في تفسير آية الوضوء ( إِلَى الْمَرَافِقِ ) أنه ليس المراد بيان انتهاء عملية الغسل بل لتحديد المقدار المغسول ويذكر الإمام شواهد على ذلك ، وقوله ( فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ ) ليس المراد هو التخيير بين القصر والتمام ، بل المراد هو الالزام فمثل هذه الروايات يجب الأخذ بها في تعيين الظهور . والقسم الآخر : من الروايات التي تقوم ببيان باطن القرآن وهذه الروايات لا تنفي حجية الظاهر بل يبقى على حجيته فهي لا تحصر معنى الآية فيما تذكر ، والشاهد على ذلك ورود روايات متعددة في تفسير الآية الواحدة ، فهذه كلها غير متناقضة إذ أنها تشير إلى أسرار الآيات التي لا يصل إليها غير المعصوم . وهذا بحث حرره الأصوليون . نعود إلى الآية الكريمة : فعلى فرض كون المراد من الإمام هو إمام الضلال أيضا لا الإمام الذي اجتباه الله ، فإن إمام الهدى هو من البشر ، وقد عرفته آيات أخرى من أن هدايته تكون بأمر ملكوتي خلاف إمام الضلال الذي لم تعرفه الآيات بهذا السنخ ، وسيأتي مزيد تفصيل لهذا المعنى في فقه الآيات . وقد ذهب البعض إلى أن المراد من الإمام هوا لكتاب التشريعي كالتوراة والإنجيل والقرآن ، وهذا غير صحيح لأن المراد من كل أناس أنه يعم كل الناس من الأولين والآخرين ، وليس مختصا بفئة معينة ، ويلاحظ أن القرآن إذا أراد تخصيص فئة معينة من الناس لها هدف معين فإنه يعبر عنهم بالأمة وعدم استخدامه لهذا اللفظ هنا يدل على إرادته كل الناس في مختلف الأزمنة . ونعود إلى إمام الهدى والضلال ; فإن إمام الهدى هو الذي تكون هدايته بأمر ملكوتي بخلاف إمام الضلال الذي تكون هيمنته على مستوى الشيطنة ، وهذه