الهيمنة يوازيها في الانسان الصغير التخيل والتوهم إي العقل المقيد ، وفي رواية في ذيل سورة القدر : والله إنه ليوحى إلى إمام الضلالة بتوسط إبليس وجنوده كما يوحى إلى إمام الهدى كما تتنزل عليه الملائكة من الله . ففي الانسان الصغير بظل أئمة الضلال من الواهمة والمتخيلة والغضبية والشهوية لا تستطيع أن تترفع إلى مستوى التجرد العقلي فكذلك أئمة الضلال في الانسان الكبير إبليس وأشياعه وأتباعه . ويستعين العلامة في توضيح الهداية المخبؤة في الإمام بقوله تعالى ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى ) [1] ، فإن الآية تجعل المقارنة بين هاديين إلى الحق ( والهادي إلى الضلال خارج عن هذه المقارنة ) أحدهما يهدي إلى الحق من نفسه والآخر يحتاج إلى هداية الغير من أجل أن تهتدي نفسه ثم يقوم بهداية غيره . إن قلت : أن الذي يهدي من نفسه ولا يحتاج إلى هداية الغير هو الله سبحانه وتعالى كما ذكرته الآية في الشق الأول ، والذي يحتاج إلى هداية الغير هم الأنبياء والرسل والأئمة المهتدون بهداية الله سبحانه . قلت : إن لازم ذلك أن يبعث الله للناس نحو هداية نفسه مباشرة لا الهداية التي في الرسل والأنبياء لأنهم يهتدون بغيرهم ، وبتعبير آخر لازم ذلك أن ينهانا عن اتباع الرسل والأنبياء في حين لا توجد لدينا قناة لاستلام الهداية إلا من الرسل فيحصل تنافي في مدلول الآية الشريفة ، وهداية الله لا يدعيها أحد من دون توسط الرسل والأنبياء ، فبالتأكيد هذا المعنى خاطئ ، والصواب أن الآية دالة على أن الهادي الذي يتبع هو المعصوم الذي علمه لدني لا من الأغيار البشرية وإن كانت