ويُمثل لها بالصور الخيالية الحاصلة لدى النفس ، فإن النفس تحيط بها إحاطة قيمومية فظاهرها وباطنها وأصل وجودها مرهون بفعل النفس . وفي الانسان الصغير نرى أن نسبة العقل العملي والنظري لما دونه من القوى هي إحاطة قيمومية ، والوجه في ذلك أن النفس والقوى المادون لا تستطيع أن تصدر فعلا من الأفعال سواء كان فعلا إدراكيا أو عمليا من دون توسيط العقل في البين ، فهو يحيط بأعمال وأفعال القوى المادون ، وأن الكمالات العملية تفاض عليها بتوسط العقل وبسبب كونه واسطة في الفيض فهو يدرك كمالات المادون ولا يكون جسرا للعبور فقط . وبناء على كل ما مضى نقول في تعريف الإمام الباطن في الانسان الصغير : انه يكون هاديا وموصلا للنفس إلى كمالاتها بأمر ملكوتي . ي - نقطة أخيرة ; نضيفها أن التسلسل في تنزل الفيوضات يكون من القلب للعقل النظري الذي هو الرسول الباطن ومن ثم للعقل العملي الذي هو إمام باطن ، وقد ذكرنا ان العلم الذي في الثاني أشرف من الأول لكن إذا جمع الأول بين الرسالة والإمامة فإنه ينال الشرف العالي ، وقد ورد في كلمات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن الذين ابتعدوا عنه « احتجوا بالشجرة وضيعوا الثمرة » ، وهذا قريب مما ذكرنا أن كمال العقل النظري هو بالعقل العملي فالإمامة هي ثمرة النبوة ، وذلك لأن مجرد العلم ومجرد التمييز بين الحسن والقبيح من دون ترجيحها إلى إعمال وإثارة القوى المادون لا يكون ذا أثر ، والأثر الوحيد هو في الاستفادة من العلم الذي يتوصل إليه العقل النظري لوصول الانسان إلى الكمال وتجنب الوقوع في المفاسد والقبائح ، ومن هنا تكون الإمامة ثمرة النبوة والرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) قد حاز شرف النبوة والإمامة وكما أنه إمام للخليقة فهو إمام للأئمة كما أن القلب إمام للعقل العملي الذي هو إمام لما دونه من القوى .