العقل ، أي بتوسط نفسه ، ومن هنا كان فطريا ، لا وحيا نبويا تشريعيا جعليا ، ومن هنا نقول أنه عندما يقال : انقطع الوحي فإنما يعني الوحي التشريعي لا انقطاع الوحي بمعناه الأعم الشامل لما بيناه أي مطلق الارتباط بعالم الغيب . ح - في مراتب العلم الحضوري يذكرون أن مرتبة القلب من النفس بوابة الغيب والعوالم العلوية لكلا العقلين ، والعقل العملي والنظري يأتمان به وهو مصدر علومهما الحضورية . ط - أن تصرف الإمام الباطن في القوى المادون يكون بقدرة ملكوتية ونعني بها القدرة التجردية التي ليس فيها تدريج وتدرج بل على نحو كن فيكون ، وهذه القدرة لا تحتاج إلى شرائط عالم المادة و لا شرائط في فعله وتأثيره ، وإنما مجرد الاذعان يحرك النفس تحريكا اختياريا ، فلو أن المحرِّك لم يختر التحريك فلا يتحرك ، وليس معنى ( كن فيكون ) الجبر . وبيان أخر للملكوتي : أنه اصطلاح يطلق على القدرة النابعة من العلم محضا في مقابل القدرة التي تتوقف على العلم والآلة المادية وتسمى القدرة المادية ، وهذا أمر متفق ومبرهن عليه في علوم المعارف العقلية والنقلية نذكره كأصل موضوعي . فالعلم الحصولي وهو مرتبة ضعيفة من العلم يحتاج إلى الآلة كما في قدراتنا المعتمدة على العلم الحصولي . أما إذا كانت القدرة نابعة من العلم الحضوري فإنها لا تحتاج إلى شرائط المادة لشرافة و قوة العلم المعتمدة عليه . فإمامة الإمام الباطن وعمّاليته بتوسط قدرة ملكوتية وهداية الإمام الباطن بأمر ملكوتي ويسمى أمر إلهي ، والإلهي إشارة إلى عالم التجرد ، وقد يطلق على عالم الملكوت بعالم الأمر فتسمى القدرة الأمرية . فتبين أن الإمام الباطن تكون له نحو إحاطة وقيمومة على من دونه ، وهذه ليست كإحاطة واجب الوجود ببقية الممكنات بل هي كإحاطة العلة بمعلولها ،