بالعقل العملي وذلك لضعف قابليتها . و - ورد في الأثر أن لله حجتين ظاهرة وباطنة أما الظاهرة فهو الرسول وأما الباطنة فهو العقل ، وهذه الموازنة تعني أن مقام النبوة كما له دوره وموقعه في الانسان المجموعي فإن له موضع في الانسان الصغير ، وأن الله عز وجل قد أودع في الإنسان رسولاً باطناً وظيفته الهداية وهي على وزان الهداية التي يقوم بها الرسول الظاهر وهي الإراءة ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ) [1] فهي هداية إرائية وإنذار وبيان أين يكمن الطريق الصائب والصحيح من دون أن تقوم بوظيفة الايصال ( نعم قد يكون النبي إماما فتجتمع لديه ولاية تشريعية وتكوينية كما في أولي العزم ) والعقل المقصود به هنا هو العقل النظري ، فتكون أوامره تشريعية يشخص الصواب من الخطأ ولا تكون له سيطرة على بقية القوى ، وهذه هي مهمة الرسول الباطن . ز - أن الرسول الباطن وحي فطري إنبائي ، والإمام الباطن وحي فطري ولوي . أما كونه وحيا : فلأن العقل قوامه بالعلم ، لكن العلم الذي في الوحي النظري غير عمّال أي علم باطني غيبي أما في العقل العملي فهو علم عمّال ومستند للعلم الحضوري ، والعلم الإنبائي الذي في العقل النظري أيضا مستند للعلم الحضوري إلا أن تكامل العقل النظري يكون فيما إذا وجد العقل العملي ، وعندما نقول أن العلم فيه حيثية ولوية فلا نقصد بذلك تعبيرا أدبيا بل إشارة إلى عمّاليته ومحركيته وقدرته . أما سبب اطلاقنا عليه بالوحي [2] فلأن حقيقة الوحي هي الارتباط بالغيب ، والانسان لوجود حيثية التجرد فيه فهو مفطور على الارتباط بعالم التجرد بواسطة
[1] الرعد : 7 . [2] نظير قوله تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي . . . ) ( النحل : 68 ) أي فطرها على ذلك .