الحركة المسيحية واليهودية لم تألوا جهداً على ضرب الإسلام فكرياً وعقائديا بعد أن عجزت عن الإطاحة به عسكرياً ، فقامت ببث التشكيك في معارف القران والجبر والتفويض وتجسيم الله عز وجل ومعاجز النبي ( صلى الله عليه وآله ) و . . . ج - ان إقامة الحكم ورئاسة الأمة وظيفة مشتركة بين القائد والأمة فإذا لم تتمثل الأمة للواجب الملقى على عاتقها من رجوعها إلى الإمام المعصوم فإنه لا يجب على الإمام اجبارهم على ذلك . وقد تخاذلت الأمة عن القيام بواجبها فاتجه الإمام إلى الوظيفة الآخرى . - ان الأئمة لم يغفلوا الجانب السياسي البتة ، وكانوا لا يفوّتون الفرصة من حين لآخر لاثبات أحقيتهم بالخلافة . فالإمام الكاظم ( عليه السلام ) عندما حج هارون الرشيد وزار المدينة وجعل الأخير يسلم على الرسول : السلام عليك يا بن العم . قال ( عليه السلام ) في السلام : السلام عليك يا جداه . للإشارة إلى ان المشروعية إذا كانت بالأقربية فإنا أقرب اليه منكم . وغيره من مئات الوقائع التي رصدها التاريخ لهم ( عليهم السلام ) مع سلاطين بني أمية وبني العباس . - ان الأئمة ( عليهم السلام ) كانوا يمارسون نوعاً من الحكومة الخفية ويأمرون وينهون شيعتهم ومن هذه المواقف : أ - نهي الكاظم ( عليه السلام ) لصفوان عن ايجار جماله - والتي كانت له أكبر مؤسسات النقل في العالم الاسلامي آنذاك - للدولة الحاكمة آنذاك . ب - جباية الأموال في ذلك الزمان من الأمور المختصة بالدولة ، ومع ذلك فإنهم ( عليهم السلام ) كانت تجبى إليهم الأخماس والزكوات ، واتفاق الفقهاء على أنه مع حضور الإمام لا تبرأ ذمة شخص إلا بتسليمها للإمام ( عليه السلام ) . لما كان علي بن يقطين يدفع زكاته للإمام الكاظم ( عليه السلام ) مع كونه وزيراً للسلطان العباسي ، حتى ان جواسيس بني العباس خاطب يوما هارون بما مضمونه هل للمسلمين خليفتان تجبى لكل