responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 218


هناك شخصية ذات نفوذ وسلطة في قلوب الناس والإمام ( عليه السلام ) كان له إحاطة بالأوضاع الاجتماعية وعلى دراية بخبايا أبي مسلم . ولذلك ما أن أعرض عنه الإمام فبادر ودعى إلى بني العباس .
- أما بالنسبة للرضا ( عليه السلام ) فأولاً عندما امتنع عن قبول الولاية حقق هدفاً مهماً وهو اتضاح أن المأمون ولايته لا أساس شرعي لها . وثانياً عندما قبل الولاية تحت الإجبار والإكراه مع شرط عدم التدخل في أمور السلطة فإنه يتجنب امضاء مشروعية أفعال السلطة الحاكمة حيث يتضح أن المأمون لا شرعية لسلطته حتى يوليه ولاية العهد . وبهذا يكون قد خلص من الهدف الذي توخاه المأمون من استغلال مكانة الإمام الدينية في دعم شرعية سلطته .
- أما ما استشكله البعض من انصراف الأئمة ( عليهم السلام ) عن الجانب السياسي وعدم سعيهم لإقامة الدولة والحكم فجوابه يتضح من خلال النقاط التالية :
أ - ان الأئمة ( عليهم السلام ) انصرفوا إلى اعمال تعتبر أهم ملاكا من إقامة الحكم عند التزاحم وهى بيان أحكام الدين ومعارفه ، أي تدبير الجهة العقلية والمعرفية عند الناس وهي مقدمة على تدبير الأبدان ، واضح أن نشر الدين وبيان الأحكام تعم منفعته جميع المسلمين في كافة الأزمنة ، بينما تدبير الحكم وإقامة الدولة يفيد الأجيال المعاصرة لتلك الحقبة فقط فإذا دار الأمر بين النفع والفائدة الأطول زمانا مع آخر ذي فائدة اقصر زمانا فالتقديم للأول .
ب - ان المجتمع الاسلامي قد توسع بشكل كبير في القرنين الأول والثاني وانفتح على حضارات مختلفة واختلط بأمم متعددة مما أثار جملة كبيرة من الأسئلة والاستفسارات والشبهات التي احتاجت إلى أجوبة شافية دامغة لكل ما يمس الدين الحنيف ، وقد عجزت الأذهان العادية التي تنهل من العلوم الكسبية عن الإجابة عليها واحتاجت إلى من يكون له علم لدني يجيب عنها ، خصوصاً ان

218

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست