أحكامه ( صلى الله عليه وآله ) في كل المجالات على من بعده إلى يوم القيامة كمثال على ذلك ما جرى بين الحسين ( عليه السلام ) وابن عباس عندما سأله الأخير عن خروجه مع علمه بما فعلوه بأبيه وأخيه ، فأجابه ( عليه السلام ) : إنه قد رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المنام وأخبره بالخروج إلى العراق ، حيث أن رؤيا المعصومين صادقة فهذه تمثل استمرار ولايته عليهم وبقاء تلك الطولية بينهم . 3 - قوله تعالى : ( بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ) فإن هذه العبارة في الآية ليست متعلقة بالأحبار بل متعلقة بالنبيين والربانيين وذلك : - ان مادة الحفظ واردة في القرآن غالبا بمعنى الايكال العهدي الخاص الشبيه بالتكويني من الله عز وجل إلى الملائكة المسمون ( بالحفظة ) ، ولفظة ( استحفظوا ) لم ترد إلا في هذا المورد وهذا يدل على أن المراد منه هو العهد الخاص ، ويقابل الاستحفاظ لفظ ( التحميل ) حيث ورد وصفاً لعلماء بني إسرائيل في سورة الجمعة ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ) فالتعبير بالحمل هو بمعنى ا لتكليف وهو غير الاستحفاظ والثاني ورد في علمائهم لا الأول . - ورد عن الصادق ( عليه السلام ) في ذيل الآية : « الربانيون هم الأئمة دون الأنبياء الذي يربّون الناس بعلمهم ، والأحبار هم العلماء دون الربانيين » . قال : « ثم أخبر عنهم فقال : بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ولم يقل بما حملوا منه - تفسير الصافي 2 : 38 . وهذا أيضاً يدل على أن المراد من الاستحفاظ هو عهد خاص من الله عز وجل . - وقد يتساءل عن السر في تأخير ( بما استحفظوا ) وايرادها بعد الأحبار وكان الأنسب ذكرها بعد الربانيين . والجواب عن ذلك : أ - مثل هذا التعبير وارد في مواضع أخرى في القران مثلا في سورة النساء ( 72 -