4 - وفي النهج ان الإمام ( عليه السلام ) قال لابن عباس وقد أشار عليه في شيء لم يوافق رأيه : عليك ان تشير عليّ فإذا خالفتك فأطعني [1] . فالخلاصة التي نخرج بها من هذه الروايات الكثيرة هي أن المراد من الاستشارة والشورى والمشورة ، هو المداولة الفكرية للوصول إلى نتيجة أكثر دقة وأقرب إلى الصواب لا ان للمستشار سلطة وولاية على المستشير . ونختم الكلام حول هذه الطائفة بالحديث حول قوله تعالى : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ) فالآية تتناول قضية مهمة وتعالج وظيفة من الوظائف التي تهم المجتمع وهي وظيفة القضاء ، وهي من الوظائف المشتركة بين افراد المجتمع حاكماً ومحكوماً فيجب أن يشترك الجميع في تطبيقها والعمل بها ولا ينفع الالتزام من طرف واحد . وببيان آخر نشير إلى ان الوظائف والتكاليف سواء الاجتماعية أو العبادية على نحوين : أحدهما ما يقوم به فرد واحد كما في الصلوات والعبادات المختلفة . والنحو الثاني : الوظائف المشتركة كما في صلاة الجمعة حيث لا يكفي وجود الإمام العادل لإقامتها بل يجب أن يتواجد افراد المجتمع لإقامتها ، ويقع على عاتق كل طرف منهم قسم من أداء هذه الوظيفة المهمة السياسية العبادية ، وهكذا الجهاد فهو وظيفة مشتركة بين الافراد والقائد ، وهكذا في كثير من الوظائف التي تهم الاجتماع فلابد من اجتماع واتحاد إرادات في الأطراف المختلفة لأداء هذه الوظيفة والقيام بالتكليف المراد . والقضاء الوارد في الآية الكريمة من هذا القبيل فإن الرسول الأكرم هو المنصوب من قبل الله قاضياً وحاكماً فيما شجر بين المسلمين ،
[1] وسائل الشيعة : باب 24 من أبواب احكام العشرة من كتاب الحج ، الحديث : 1 و 2 و 3 و 4 .