الضعف والحزن والوهن ولا يقعدوا عن الجهاد . 6 - ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً ) . فهو نهي للمسلمين عن اتباع الكفار الذين استغلوا ما أُشيع عن موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا للمسلمين : ارجعوا إلى اخوانكم وارجعوا إلى دينهم ، فالله هو الناصر وهو المؤيد والمعز . ومع سيطرة المشركين على المعركة إلا أن الله قد ألقى في قلوبهم الذعر والخوف وعادوا إلى مكة . 7 - ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم ) فهذا يدل على وعد سابق من الله لرسوله بالنصر ، وبالفعل تحقق هذا النصر في بداية المعركة وقُتل عدد كبير من المشركين ( حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ ) أي ملتم إلى الغنيمة وتركتم مواقعكم وخالفتم أو أمر الرسول وكان الرسول الأكرم قد نبههم وأمرهم عند بداية المعركة فقال للرماة : لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا ظهرنا عليهم وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تغيثونا يجب عليكم الثبات في مواقعكم [1] لكنهم شغلوا أنفسهم بجمع الغنائم ( وَمِنكُم مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ ) وهم الثابتون عبد الله بن جبير ومَن ثبت معه من الرماة الذين بقوا في مواقعهم حتى قتلوا . ( ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ) تفضلاً ( وَاللّهُ ذُو فَضْل عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) . فالآيات واضحة في بيان سبب الهزيمة ولا مجال حينئذ للاجتهاد بأنّ سبب الهزيمة هو الخروج من المدينة .