المؤمنين وأبو دجانة سماك بن خرشة ، وأُشيع بأن الرسول قد قتل وهنا انقلب عدد من المسلمين ورجعوا . وكان من المنقلبين بعض الصحابة كما تشير اليه رواية الطبري [1] قال : انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : قتل محمد رسول الله ، قال : فما تصنعون بالحياة بعده فموتوا على ما مات عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قُتل . وفشا في الناس أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة : ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان ، يا قوم ان محمداً قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم » [2] . ومنهم عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان وهما رجلان من الأنصار فقد فروا حتى بلغوا الجلَعب جبلاً بناحية المدينة ، فأقاموا به ثلاثاً [3] ومن أراد المزيد ( الصحيح من سيرة الرسول الأعظم 2 / 240 - 250 ) . فالآية الكريمة تصف فرقتان من المسلمين . أحدهما المنقلبة والأخرى الثابتة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد وصف الله عز وجل الأولى إنها لا تضر الله شيئاً بل الضرر لأنفسهم أما الثانية فمنهم الشاكرون الذين سيجزيهم الله . وفي الآيات التالية يؤكد على ذلك ويكرر الباري تعالى ( وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) ويستمر القرآن في وصف الفئة التي ثبتت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) على قول الحق ولا يصيبهم
[1] تاريخ الأمم والملوك 2 / 19 . [2] تاريخ الأمم والملوك للطبري : 2 / 201 . [3] تاريخ الأمم والملوك 2 / 21 .