لأقوالكم وما ذكره المسلمون في المدينة من البقاء والخروج عليهم عليم بنياتهم ، ويعلم المخلص من المتخاذل . 2 - ( إِذْ هَمَّت طَائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) وقد ورد في تفسيرها أن المقصود بهذه الطائفة أما عبد الله بن أُبي بن سلول وأصحابه وقومه . أو بنو سلمة من الخزرج وبنو الحارث من الأوس أرادا الرجوع إلى المدينة مع ابن سلول إلا أن الله عز وجل اثنى ذلك عن قلوبهما . وعلى كل حال فالآية تذم المتخاذل والمتراجع إلى المدينة ، فكيف يُدّعى أن البقاء في المدينة هو الصائب . 3 - ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْر وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123 إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ آلاَف مِنَ الْمَلاَئِكَة مُنزَلِينَ . . لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) ، ففي هذه الآيات تذكير للرسول بما جرى يوم بدر حينما خرج لمحاربة الكفار وكانوا قلة ومع ذلك انتصروا ودحروا الكفار وذلك بالامداد الغيبي وبالملائكة الذين كانوا يقاتلون ويدخلون في قلوب الكفار الرعب . فهذه الآيات وان كانت نازلة بعد غزوة أحد إلا أنها تعكس الموقف الذي جرى قبل الغزوة وتخاذل بعض المسلمين وتذكير الرسول لهؤلاء ان الخروج للقتال هو الأفضل حيث ان الامداد الإلهي حاصل بلا شك كما حصل في غزوة بدر ، فما كان البعض يصر عليه من ضرورة البقاء في المدينة لأنه أحفظ للأنفس وأمنع لا داعي له إذ أن المدد الإلهي متيقن والله يعد رسوله بالنصر في حال الخروج لمقاتلة الكفار . ثم تتعرض الآيات ( 129 - 138 ) إلى مواضيع أجنبية عن البحث ويعود إلى محل الكلام في الآية 139 .