فيلاحظ من هذا النص : - أن رأي بعض الأكابر كان هو الخروج كما يظهر من سعد بن معاذ وهو من الأنصار . - ان دعوى الأنصار كانت مستندة إلى دلائل على أن الخروج أفضل منها : أ - أن بقائنا يطمع فينا أعدائنا ويضعف شوكة المسلمين من الجهة السياسية والعسكرية . ب - أن ذلك سوف يحرمنا من الأراضي التي حول المدينة حيث سوف يمنعونا من الاستفادة منها مضافاً إلى طمع كثير من القبائل في هذه الأراضي . ج - ان عدتنا في بدر كانت أقل من ذلك وكان النصر حليفنا ، فكيف في هذه المعركة التي تضاعف فيها عدد المسلمين وقويت شوكتهم . هذا مضافاً إلى أن بعض كتب السير قد عبرت عن أصحاب الرأي بالخروج أنهم من ذوي البصائر والرأي وعن أصحاب الرأي في المكث والبقاء في المدينة بالمتخاذلين فكيف يكون الصواب هو المكث وكيف يكون ذلك هو رأي الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) . القرينة الثانية : وهي العمدة في الباب حيث نستنطق الآيات الواردة في هذا الباب وهي في سورة آل عمران ( 121 - 160 ) . وهذه الآيات الكريمة تتحدث عن الواقعة بنحو مفصل وسوف نورد أهم النقاط الواردة حسب ترتيبها : 1 - ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) حيث أن الله عز وجل يذكّر النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندما خرج يهيئ أماكن القتال ، ومواضع الرماة والفرسان في غزوة أحد ، فهذا مدح لما فعله النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الخروج للقتال وتحريضه للمؤمنين على ذلك ، وفي ذيلها يشير الباري عز وجل إلى أنه سميع