القرينة الأولى : ما ورد في تفسير علي بن إبراهيم في ذيل قوله تعالى : ( إِذْ هَمَّت طَائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ ) [1] . حيث يذكر إنها نزلت في عبد الله بن أُبي بن سلول وأصحابه اتبعوا رأيه في ترك الخروج والقعود عن نصرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : وكان سبب غزوة أحد أن قريشاً لما رجعت من بدر إلى مكة وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر . قال أبو سفيان : يا معشر قريش لا تدعوا النساء تبكي قتلاكم فان البكاء والدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والحرقة والعداوة لمحمد ويشمت بنا محمد وأصحابه . فلمّا غزا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم أحد أذِن لنسائهم بعد ذلك بالبكاء ، ولمّا أرادوا أن يغزوا رسول الله في أحد ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها وجمعوا الجموع والسلاح ، وخرجوا من مكة في 3000 فارس وألفي راجل ، وأخرجوا معهم النساء يذكرنّهم ويحثنّهم على حرب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخرج أبو سفيان هند بن عتبة وخرجت معهم عمرة بنت علقمة فلمّا بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك جمع أصحابه وأخبرهم أن الله عز وجل قد أخبره أن قريشاً قد تجمعت تريد المدينة ، وحث أصحابه على الجهاد والخروج ، فقال عبد الله بن أبي بن سلول : يا رسول الله لا نخرج من المدينة حتى نقاتل في أزقتها فيقاتل الرجل الضعيف والمرأة والعبد والأمة على أفواه السكك وعلى السطوح ، فما أرادنا قوم قط فظفروا بنا ونحن في حصوننا ودورنا وما خرجنا على عدو لنا قط إلا كان لهم الظفر علينا . وقال سعد بن معاذ وغيره من الأُوس : يا رسول الله ما طمع فينا أحد من العرب ونحن مشركون نعبد الأصنام فكيف يطمعون بنا وأنت فينا ، لا حتى نخرج إليهم فنقاتلهم . فمن قتل منا كان شهيداً ومن نجا كان في هدى . وقبل رسول الله قوله .