5 - أن القران اعتنى بمسألة الولاية ومن تكون لهم الولاية على الآخرين ولذا في أي موضع أرادها أشار إليها صراحة ( وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ ) . . فالولاية من الأمور المهمة سواء كانت فردية أو جماعية فلو كان الشارع قد أرادها في الشورى لصرح بها بمادتها بنحو لا يعتريه شك . 6 - قد ورد في القران الكريم في قوله تعالى : ( فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاض مِنْهُمَا وَتَشَاوُر فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا . . ) . . . فالحديث في الآية حول خصام الزوج والزوجة حول الطفل ، والفقهاء متفقون على أن الولاية للأب وأن الحضانة هي للأم ومع ذلك ورد التعبير بالتشاور فمع اختصاص الولاية ندب إلى التشاور بين الزوجين في أمر الرضاع ، وهذا لا يعني كون المشورة ملزمة للولي وهو الأب بل هي معرفة آراء الأخير من أجل اتخاذ الرأي النافع لمصلحة الطفل . 7 - ما ورد في قصة بلقيس ملكة سبأ عندما جاءتها رسالة النبي سليمان ( عليه السلام ) فإنها استشارت قومها مع أن الحكم بيدها فأشاروا إليها : ( نَحْنُ أُولُوا قُوَّة وَأُولُوا بَأْس شَدِيد وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) . فواضح إنهم عرفوا موقعهم في الدولة وان الأمر بيد الملكة ووظيفتهم بيان ما يرونه من الرأي ، والتصميم على الحرب أو السلم بيد الملكة . وهي لم تأخذ برأيهم في المواجهة بل اختارت طريق السلم والدبلوماسية . والغرض ليس الاستدلال بفعل بلقيس بل الإشارة إلى أن مسألة الشورى والاستشارة أمر عقلائي منذ القديم ، وأسلوب في الإدارة متبع منذ الأزمنة الغابرة . والشارع قد أكد على ذلك الأمر المهم وحثّ عليه . 8 - في سورة الحجرات ( 49 : 6 ) : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِير مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ . . ) .