منقولاً [1] . وإنما أسهبنا في استعراض كلمات اللغويين لأن عمدة ما يستدل به على عدم وجود ولاية أو سلطة في مادة الشورى هو أصل وضعها اللغوي فإذا ادُعي مثل ذلك في ظهور اللفظة فيجب أن يكون بمؤنة زائدة على مجرد ورود اللفظ في الكلام . وكل ما تفيده الكلمة إنها شبيه ما يسمى ب ( بنك المعلومات أو بنك الخبرات ) . ويمكن أن نضيف بعض الشواهد المؤيدة لما ذكره اللغويون : 1 - ان البشرية تعتمد على نظام المستشارين في إدارة أي عمل وقلما يوجد مدير أو مسؤول خال عن المستشارين وفي نفس الوقت لا يكون لهم أية سلطة على المستشير بل وظيفتهم مجرد ابداء الرأي والنصح . 2 - ان الفقهاء من الفريقين يذكرون أن أحد أنواع الاستخارة هي الاستشارة وهذا يدل على أن فهمهم لمادة الشورى هو بمعنى انتقاء الرأي الصائب لا وجود سلطة للمستشار على المستشير . 3 - سوف نشير فيما بعد إلى التحليل الماهوي لمادة الشورى حيث نذكر انه لا ملازمة بين ابداء الرأي ووجوب الأخذ به . وإنما الملزم هو حقانية الرأي واستصوابه . 4 - أن الآية الشريفة في مقام بيان صفات خاصة يتحلى بها المؤمنون ومن هذه الصفات عدم استبدادهم بالرأي وعدم نبذهم لآراء الآخرين ، فهي تشير إلى ما يجب أن يتحلى به المسلم في شؤونه الخاصة من تحريه للصواب والحكمة وهي ضالته أينما وجدها أخذها ، وليس الأمر محصوراً بالشؤون العامة التي تهم جميع المسلمين .