فمن الناس من قال : قد وليت علينا فظاً غليظاً . وارتفع الخلاف . . [1] . وقال في الباب السادس : الشيعة : هم الذين شايعوا علياً ( رضي الله عنه ) على الخصوص ، وقالوا بإمامته وخلافته : نصاً ووصيةً إما جلياً وإما خفياً واعتقدوا أو الإمامة لا تخرج من أولاده وقالوا : ليست الإمامة قضية مصلحة تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم ، بل هي قضية أصولية ، وهي ركن الدين لا يجوز للرسل ( عليهم السلام ) اغفاله وإهماله ، ولا تفويضه إلى العامة وارساله . ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوباً عن الكبائر والصغائر والقول بالتولي والتبري : قولا وفعلا ، وعقداً ، إلا في حال التقية ويخالفهم بعض الزيدية فيذلك » [2] . وقال في الزيدية : اتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب y ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة ( رضي الله عنها ) ، ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم ، إلا أنهم جوزوا أن يكون كل فاطمي ، عالم ، زاهد شجاع ، سخي ، خرج بالإمامة أن يكون إماماً واجب الطاعة . . وجوزوا خروج إمامين في قطرين يستجمعان هذه الخصال ويكون كل واحد منهما واجب الطاعة . . ثم ذكر السليمانية من فرق الزيدية - أصحاب سليمان بن جرير وكان يقول إن الإمامة شورى بين الخلق ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين وأنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل وأثبت إمامة أبي بكر وعمر حقا باختيار الأمة حقاً اجتهادياً وربما كان يقول : إن الأمة أخطأت في البيعة لهما مع وجود علي ( رضي الله عنه ) خطأ لا يبلغ درجة الفسق . . قالوا : الإمامة من مصالح الدين ، ليس يحتاج إليها لمعرفة الله تعالى وتوحيده ، فإن ذلك حاصل بالعقل لكنها يحتاج إليها لإقامة الحدود
[1] المصدر السابق ص 31 . [2] المصدر السابق ص 131 .