responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 108


وفي حديث طويل عن الصادق ( عليه السلام ) أن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا تنفع شيء إلا به ، العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم ، فبالعقل عرف العباد خالقهم وإنهم مخلوقون . . . وعرفوا به الحسن من القبيح وأن الظلمة في الجهل وان النور في العلم فهذا ما دلهم عليه العقل . قيل له : فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره ؟ قال : ان العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته علم ، أن الله هو الحق وانه هو ربه ، وعلم ان لخالقه محبة وان له كراهية وأن له طاعة وان له معصية فلم يجد عقله يدله على ذلك وعلم أنه لا يوصل إليه إلا بالعلم وطلبه وأنه لا ينتفع بعقله إن لم يصب ذلك بعلمه . . . » الحديث [1] .
فيبين الإمام ( عليه السلام ) أن مصدر الأمور وأسسها هو العقل ، ثم سأل سائل هل يكتفي بالعقل فقال : إنه علّم العقل بأنه لا يصل إلى الحقائق من رضى الله وغيرهما . . . بل يصل إليها بعلم الوحي .
فلابد منهما كليهما ولا يتوهم ان الشريعة والمعارف تجريد وغيب محض بل هو غيب وشهادة وذلك إننا إذا حافظنا على موازين تلقي معارف الغيب حينئذ يكون التنزل سليما حتى إلى عالم الحس والشهادة ، فبيوت الغيب يجب ان تؤتى من أبوابها فلابد من التدرج عبر بوابة العقل ثم بوابة القلب ، فكما ان سنة الله مع عالم المخلوقات جرت بالتدرج فكذلك تنزل هذه المعارف .
فالنتيجة ان التمسك بالوحي ورفض العقل والقلب هو رفض للوحي أيضاً وذلك لأن المخاطب بالكتاب والسنة هو العقل وجعل المخاطب غير العقل والغاء شرط العقل هو في الواقع الغاء للكتاب والسنة .
وكذلك من تمسك بالعقل من دون الكتاب والسنة فقد ضيع العقل أيضاً ،



[1] أصول الكافي : 1 / 29 .

108

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست