وذلك لأن التمسك بالعقل والقلب هو ابقاء الإنسان في الحدود النازلة وعدم ارتقائه إلى المعاني العالية وهو حرمان للعقل من المعارف الإلهية ، وكذلك من ادعى انه يفهم الكتاب والسنة من دون الالتفات إلى النكات العقلية فقد أنزل المعارف من مستواها العالي ، فلابد من الوسطية والتوازن . وقد حاول العلامة الطباطبائي أن يذكر في كل مسألة الفحص في هذه الطرق الأربعة ولا يقتصر على جانب دون آخر ، وممن حاول أيضاً الجمع بين هذه الطرق هو الملا صدرا في الحكمة المتعالية ، وبغض النظر عن مدى موفقية كل منهما في النتائج التي توصلا إليها إلا أنها محاولة جريئة وجديدة في بابه فلم يقصر فكره على طريقة واحدة ومنهجية واحدة ، حيث إنه استفاد من نكات مذكورة في السنة في ايجاد براهين عقلية لأمور عجز العقل في السابق عن اثباتها كالمعاد الجسماني . - أما الشيخ الأنصاري فيذكر في الرسائل : ان التنافي بين الأدلة النقلية والأدلة العقلية لو قدر وجوده لا يخرج عن صور ثلاث : أما صورة التعارض لدليلين قطعيين . وأما صورة تعارض نقلي قطعي وعقلي نظري . وأما صورة تعارض نقلي ظني وعقلي قطعي ( نظري وبديهي ) . أما الصورة الأولى : فلا وجود لها ولم يشر أحد من الباحثين إليها قط . أما الصورة الثانية : فهي وان كانت بدوا تعارض إلا أن الإنسان إذا دقق ولاحظ في مواد الدليل العقلي لوجد أنها ظنية وليست قطعية ، والمشكلة تكمن إننا للوهلة الأولى لا نلتفت إلى ذلك بل بعد فترة من الزمن حيث نتصور استحكام التعارض والسر في عدم التعارض هو ان الوحي برهان وقطعي حيث ثبت واقعيته . وإنه من واجب الوجود فلا يمكن ان يتصادم مع العقل القطعي . وقد نبّه الملا صدرا إلى ان