المتألهين . أولاً : أدلة اعتبارية الحسن والقبح : - 1 - اختلاف العقلاء في تحسين بعض الأمور وتقبيحها باختلاف الأزمنة والأمكنة ، فهذا يعني عدم وجود واقع تكويني ثابت بحيث يبقى الشيء حسنا دائما أو قبيحا دائما . 2 - نفس وقوع التشاجر بين العلماء حول اعتباريتهما أو عقليتهما . 3 - يذكرون في اثبات النفس أن الإنسان لو خلق من دون أعضاء أصلا فإنه سوف يدرك ذاته وهذا يدل على مغايرة الذات للبدن ، وهكذا فيما نحن فيه فلو خلق الإنسان وحيدا في هذا العالم ولم يؤدب على العادات الحسنة ولم يلاقِ أي انسان آخر ، فإنه سوف لن يحكم بحسن العدل وقبح الظلم فهذا يدل على أنهما ليسا تكوينين بل هما أمران جعليان . 4 - ان العقلاء انما يحكمون بهذا الحكم من أجل مصلحة اجتماعهم ونظامهم ، فلو انعدم الاجتماع والنظام لما حكم العقلاء بذلك . وبعبارة أخرى أنّ هذه الأحكام للوصول لأغراض أخرى بواسطة هذا الاعتبار . 5 - ما ذكره المحقق الأصفهاني : - ان الفعل المقتضي للمدح والذم على أحد نحوين إما بنحو اقتضاء السبب لمسببه والمقتضي لمقتضاه وإما بنحو اقتضاء الغاية لذي الغاية . أما السببية والمسببية فهي تكوينية لكنها ليست ناشئة عن النزعة العقلية وقوى الإنسان العقلية ، بل هي ناشئة بداوعي حيوانية كالانتقام والتشفي والغيظ . أما الغاية وذي الغاية فإنها إذا ثبتت فهي تعني وتدل على الاعتبارية ، لأن الغاية لهيئة الاجتماع الاعتبارية ، والمدح والذم موجب لما فيه صلاح العامة فهو اعتباري محض .