ثالثاً - العلم الاجمالي بوجود الدس : من المسائل المثارة في علم الحديث هو دعوى وجود علم اجمالي بحصول دس ووضع في الأحاديث والروايات ، وقد ذكرها الشيخ الأنصاري في كتاب الرسائل في حجية خبر الواحد . ومن القرائن على دعوى حصول هذا الدس : - - ما ورد من روايات عن الأئمة بوجود كذابين : منها : ما رواه الكشي في ترجمة عبد الله بن سبأ عن الصادق ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلها وكان مسيلمة يكذب عليه [1] . - ما رواه في ترجمة المغيرة بن سعيد [2] . عن الرضا ( عليه السلام ) : ان أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله ( عليه السلام ) لعن الله أبا الخطاب . وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ، ويأخذ كتب أصحابه ، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي . فيدفعونها إلى المغيرة لعنه الله ، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه ويأمرهم ان يبثوها في الشيعة ، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم . وقد وصف الرضا ( عليه السلام ) وهب بن أبي وهب البختري : لقد كذب على الله وملائكته ورسله . وهذه القرائن وغيرها تكون محققة لعلم إجمالي بوجود الدس والوضع والتزوير في الأخبار التي بين أيدينا ، وهذا العلم الاجمالي هو الذي دعا البعض إلى
[1] رجال الكشي 1 : 324 . [2] المصدر السابق 2 : 490 .