إذن ما نستفيده من الآية ان الرسول له مقام الشهادة على كل الأمم والأئمة على كل اعمال الناس ، وفي قوله تعالى لعيسى بن مريم ( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ ) [1] ، فهو شهيد عليهم في زمن حياته ، بخلاف شهادة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فهو مقام شهادة يفوق مقام شهادة بقية الأنبياء . كما نستفيد من هذه الطائفة ان الإمام هو رائد قافلة الاعمال الذي له وسطية الفيض في العمل وله إحاطة بالعمل ، وقد ورد في كثير من تعاريف الإمامة على لسان الأئمة بشهادة الاعمال ، فقد روى في بصائر الدرجات بعدة أسانيد معتبرة عن الباقر ( عليه السلام ) : أن الإمام إذا قام بالأمر رفع له في كل بلد منار ينظر به إلى أعمال العباد ، وروي بعدة أسانيد أخرى أنه يجعل له في كل قرية عمود من نور يرى به ما يعمل أهلها فيها [2] . الطائفة السابعة : آيات الولاية وهي الآيات التي تبين مقامات من ولاية النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الأمة ولسان آخر تبين ان الولاية للنبي وآخرين معينين ( أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) ، ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) [3] . وهذه الآيات وثيقة الصلة ببحث التوحيد في الطاعة وهي آيات أغلبها مدنية وقد أشبعنا البحث حولها في الفصول السابقة ، أما هنا فالكلام في نقاط :