وبتعبير آخر أن أكمل مراتب التوحيد والإيمان هو الإمامة أي أن بها تمام التوحيد لا بمعنى أنها الأصل والباقي فرع . ثانياً : الفوائد بعد هذا الاستعراض للمقاطع الواردة في هذه الآيات الشريفة نستعرض الفوائد التي نقتطفها من هذه الآيات : الفائدة الأولى : يمكن القول أن هذه الآيات تعتبر من أمهات الآيات الوارد ذكرها في قوله تعالى ( هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) وذلك لأنها تبين ركناً من أركان النجاة الآخروية ، وتبين كيفية بدء الخليقة ومقام خليفة الله . الفائدة الثانية : أن المفاد الاجمالي هو استخلاف الله عز وجل لخليفة أحد مصاديقه آدم وهذه الخلافة مطلقة غير مقيدة بقيد وهي خلافة اسمائية كما بيناه . الفائدة الثالثة : أن هذا المقام الذي يبينه الحق تعالى في هذه الآيات ليس مقام النبوة والرسالة وإن كان يتصادق معهما بل ينطبق على مقام الإمامة ، وسوف يأتي مزيد بيان لهذه النقطة في شرح الخطبة القاصعة . الفائدة الرابعة : أن الخلافة ليست محدودة في الأرض وغير مقيدة بهذه النشأة وإن كان المستخلف ذات بدن وسنخه أرضيا . الفائدة الخامسة : الذي يظهر من الآيات الكريمة أن آدم كان قد تلقى العلم اللدني قبل نزوله الأرض بل قبل دخوله الجنة ، وهذا يدفعنا للقول أن الموجود الانساني حقيقته ليست جهته البدنية التي يحيا بها على هذه الأرض بل إن له مدى أعمق من ذلك ، وأن وراء تلك الحقيقة البدنية الأرضية حقيقة بعيدة عن عالم البدن هي الروح تكون - بشهادة قصة آدم - سابقة على الوجود الأرضي مخلوقة قبل خلق البدن ، وهذا هو المقدار الذي اتفق عليه كثير من الفلاسفة من لدن أفلاطون وحتى صدر المتألهين وإن اختلفوا بعد ذلك في كيفية التقدم وتفسير ذلك