التقدم وحدوثه أو قدمه على نظريات مختلفة ، لكن القدر المتفق عليه بينهم أن خلق الأرواح كان قبل خلق الأبدان بمعنى ما ، وإن عبّر المشاؤون بأنها حادثة بحدوث البدن . فهذه الروح أيضا ذات درجات مختلفة تبعا لاختلاف درجات العلم كما يظهر من قصة آدم ، ووجود هذه الروح يتلاءم مع تفسير العلم أنه من سنخ المجردات . وأخيرا نود ان يسائل الانسان نفسه إذا كان تلك حال آدم وروحه المقدسة ودرجاتها العالية فكيف يكون الحال مع من تكون حقيقته الأسماء التي أشير إليها بلفظ ( هؤلاء ) ؟ ! الفائدة السادسة : أثبتنا سابقا أن ملاك استخلاف آدم هو العلم اللدني الذي تلقاه من الحق تعالى . الفائدة السابعة : أن متعلق العلم الذي تلقاه آدم حقائق نورية حية عاقلة شاعرة جامعة للعلوم وهي غيب السماوات والأرض ، وما ورد في بعض روايات العامة والخاصة من أن المراد بالأسماء هي مسميات كل الأشياء في عالم الخلقة فهو لا يتنافى مع ما نذكره ، وذلك لأن الفرض أن العلم بالمعلومات التي هي جوامع ومحيطة بما تحتها من مصاديق وأنواع وأجناس ، فيكون متعلق العلم اللدني جامع كل العلوم وذلك بجنسية اللام . الفائدة الثامنة : ان هذه الآيات تقودنا إلى ما يثبته الإمامية من أبدية الخليفة على وجه الأرض ودوام وجود الحجة على هذه الأرض إلى أن يرث الله الأرض وما عليها . ويتضح ذلك من خلال تساؤل الملائكة عن الخليفة الأرضي حيث أنها نظرت إلى الصفات السلبية ، فأجاب الحق تعالى أنه يكفي في صحة الاستخلاف وجود انسان كامل تتمثل فيه الحقيقة البشرية ، وهو حاصل العلم اللدني وهو خليفة الله في أرضه ، فلو فرضنا انتفاء ذلك الموجود الكامل على وجه الأرض فترة