responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 267


الجهة الثانية : التحليل العقلي إنا إذا قمنا بتحليل أعمق لماهية الإمامة وكيفية أخذ الإمام بيد الأمة لتحقيق الغاية القصوى ، فإنه يجب أن تكون هناك طاعة ومتابعة وانقياد من قبل المأموم للإمام ، مع المحافظة في نفس الوقت على الاختيار والإرادة التي للمأموم ، وهذا يعني وجود نوع من السلطة والولاية من قبل الإمام على المأموم مع المحافظة على اختياره وهو أنه إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل .
فالإمامة متقومة بطرفين الإمام والمأموم وفي كل طرف منهما يكون لها معنى ; ففي الأول له التسلط والولاية ، وفي الثاني له الاختيار بمعنى أن الإمام لا يلجأ المأموم على التصرف المعين ولا يقوم بتسخيره أو قهره بل يجب أن يقوم المأموم بذلك طواعية واختيارا ، ونستطيع تشبيه ذلك بالانجذاب الحاصل بين المحب ومحبوبه وسيطرة الأخير على الأول لا بنحو يقهره ويسلبه وهذا لا ينافي اختياره .
ومن هنا نستطيع القول أن الإمامة ليست علة تامة للهداية بل هي مقتض لحصولها إذا ارتفع المانع وهو إرادة نفس المأموم واختياره ، إذ بيده أن يتبع هداية الأمام حتى يوصله إلى الغاية وان يسلم له القيادة ، وله أن لا يستجيب له فلا تؤثر عليه هداية الإمام .
فالتحليل الماهوي للإمامة يقوم على حيثيات ; حيثية الاقتداء ، وحيثية الهداية الإيصالية ، وحيثية السير السلوك والحركة ، وحيثية الولاية والسلطة والجذب .
وإذا أردنا أن نتلمس بنحو أفضل فما علينا إلاّ التأمل في هذه الأمثلة الثلاثة والموازنة بينها : الانسان الصغير وهو ذلك المخلوق الذي كرمه الله تعالى بالعقل . والإنسان المجموعي وهو المجتمع البشري ، والإنسان الكبير وهو عالم الخلقة . فنتناول دور الهداية في هذه العوالم الثلاثة .
- أما الانسان الصغير : فهو ذو جنبتين أحدهما البدن والأخرى الروح ، ولكل

267

نام کتاب : الإمامة الإلهية نویسنده : تقرير بحث الشيخ محمد السند لسيد بحر العلوم    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست