نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 60
والظروف غير المواتية لا تجعل الفضائل غير مواتية . فالفضائل مواتية أبدا ، مطلوبة دائما . وإذا كانت القدرة شرط التكليف والرخص متروكا تقديرها للرجال ، فبالمعاناة أو التضحية ينسلخ الأقوياء من مسلاخ الضعفة . ويخلع الناس على العظماء وصف العظمة . وما المعاناة والتضحية إلا محاولات للثبات في وجه الخطر ، أو لاقتحامه . فهي درجات فضل وأدوات تقدم في معترك الوجود الإنساني . تضيف إلى تياره المتدفق أسباب طهر ونقاء ، وأساليب بقاء ، منظورة للكثيرين ، وإن عمى عنها آخرون . والدرس السادس : يتعلق بوظيفة التاريخ . فهو يصحح العوج ويصوب الانحراف ، بالاستقامة على الجادة ، خضوعا للعدل . - وهو قانون السماء . إن الغلام المريض الذي بقى في خيمة أبيه يوم كربلاء ( زين العابدين ) سيحيا ثلاثة وثلاثين عاما حتى عام 94 ، لتتسلسل في عقبه ذرية ترفع أعلام الإسلام عالية في ضمائر البشر . في حين أن الطاغية الذي يرسل النار والدمار على البيت العتيق بالحجاز وعلى أهل البيت ، في صحراء العراق ، سيزول ملكه - هو - وينقطع دابره - هو - بعد ثلاث سنين بتنازل من ابنه عن ذلك الملك . لينقطع اسم معاوية بن أبي سفيان ، ويزيد بن معاوية ، من سجل الحوادث . وتخلد آثار أهل البيت ما تعاقب الجديدان ، آية من السماء على أن دولة القتلة لم تعش . وأن دولة القتلى ستعيش أبدا . وأن دولة الظلم لا تبقى بمقاييس الزمن إلا ساعة أو هنية - أما دولة العدل فتبقى إلى قيام الساعة . وأنه تعالى صادق الوعد ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) . وما أكثر ما كانت الغلبة ببقاء أسباب الانتصار ، يتحقق بها النصر في مكان آخر أو زمان آخر ، بقوم يحبهم الله فينصرهم مهما كان عددهم ، ويحبونه فيجودون بأرواحهم .
60
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 60