نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 61
والدرس السابع : درس في مبلغ ما تنجح الاستقامة ويفلح الإخلاص : فإذا كان أقرب الخطوط إلى الهدف هو الخط المستقيم وإن كان ترسمه أشد رهقا ، فإن استشهاد أبى الشهداء كان الأساس السليم لقيام الصرح العظيم الذي جمع بين عمله وبين اسمه فصير هما مبدأ . يحدث أثره في عمارة الدنيا وإصلاح الجماعة ، في شكل قيام دولة ، أو غلبة مذهب ، أو وجود قدوة ، أو ازدهار أمل ، في بعث منتظر . بهذا دارت الأفكار الدينية والمذاهب الفقهية للشيعة ، سواء الإمامي منها ، أو الإسماعيلي ، أو الزيدي . في آفاق الحسين العالية . وبلغت أوجها في الفقه العملي القدير على التطور وفق حاجات البشر ، في العبادات والمعاملات والأخلاق والنهج العلمي . واستمسك المسلمون عموما والشيعة خصوصا ، بالحسين وآله وأبنائه ، واقتدوا ببطولاتهم ، ومقولاتهم ، فاستخرجوا منها أصولا زخارة . وبنوا عليها فروعا في الدين والاقتصاد والسياسة والاجتماع ، لتقيم نظما سياسية وعلمية وفكرية واقتصادية متكاملة ، هي كالنهر العظيم يجرى إلى جوار النهر الذي يسبح في تياره أهل السنة . والنهران يتجاريان ، كأنهما البحران يلتقيان ، على أصول الإسلام . ويعملان - كل على شاكلته - في تدعيم مبادئه . * * * وفي استشهاد على بطعنة خارجي ركبته الشياطين ، وفي ظلم معاوية وقومه له ، حيا وميتا ، وفي استشهاد الحسين وبنيه ، وبنى أخيه ، ومن كانوا معه من الشهداء الذين ذكرناهم ، والذين سنذكر البعض منهم ، على أيدي الكثيرين ممن سنرى فظائعهم بعد ، نمت وترعرعت عقيدة أهل الإسلام . 1 - أن عليا قبل التضحية دائم ، في جوار النبي ، وبعده ، هو وبنوه . وأنهم ضربوا الأمثال من أنفسهم ، لا بمجرد النصيحة أو
61
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 61