نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 59
3 - وهم يبلغون الذروة فيما يعملون : إذا حاربوا ماتوا شهداء ، ولم يعطوا الدنية أو يستسلموا . لأن للمسلمين فيهم ، كما كان لهم في جدهم ، الأسوة الحسنة . وفي بيتهم سمقت المبادئ الكبرى . فمنهم يطلب البلاء الممتاز . ومن هذا كان صغارهم ، كالكبار منهم ، أبطالا يستشهدون ولا يتراجعون . لقد أذن الحسين لصحبه في أن يعودوا تحت جنح الليل ويدعوه وحده يواجه مصيره ، فلم يقبل ذلك واحد منهم . ولم يرجف المرجفون من خصومهم ، حتى اليوم ، بأن واحدا منهم قد تردد . بل قال له ابنه زين العابدين ، وهو مريض طريح على الثرى لا يقدر على الحركة ، ( ألسنا على الحق ) قال ( بلى والله الذي يرجع إليه العباد ) قال الفتى ( فإذن لا نبالي ) . والدرس الرابع : يدور حول وحدة العمل الصالح . وفيه يجتمع الحق والحقيقة في المبدأ والمنتهى وما بينها . فإذا كانت الحقيقة أن أبناء الرسول رجال سلم وعلم وقيادة ، فهم لا يدارءون وراء هذه الحقيقة ، فيقعدون عن الجهاد - جنودا - للحق ، أو يكتفون دونه بالعلم إذا دعا الداعي إلى الجهاد ، أو يوصون بالسلم حيث الحرب واجبة لإعلاء كلمة الله ، بل يستمسكون بالحق ويضعون الحقيقة كلها في خدمته . والحق والحقيقة والعمل الصالح كل لا ينقسم . والأهداف العظيمة لا يبلغها الناس إلا باعمال عظيمة ووسائل سليمة . والدرس الخامس درس في الواجب وأدائه في كل الظروف . وإن وهم المطالب به أنه غير مجد عليه أو على غيره - فهو لم يصبح واجبا إلا لأن التكليف به يحقق المصلحة العامة أو الخاصة ، إن حالة وإن مؤجلة ، منظورة أو غير منظورة . وهو قد أصبح واجبا لأنه فضيلة وإذا لم يكن مجديا في لحظة ، أو لرجل ، ففي القيام به خير للناس ، وللدنيا ، في الظرف ذاته أو في ظروف أخرى .
59
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 59