نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 58
والدرس الثاني : يتعلق بجزاء السماء وبمصاير الطغاة وطرائقهم : إنهم يحسبون الدنيا تدوم ولا تدور ، ولا يدركون أن ( الدهر بالإنسان دواري ) . كما يقول الشاعر العربي . وتركبهم شياطين الشهوة فيخالون أنهم يمسكون كرة الأرض في قبضتهم . يصطنعون أسباب الوثوب على أعدائهم من حين لآخر ، ويتحينون الفرص المواتية ، ويختلقون الأعذار الزيوف ، ليقطعوا دابر العدو . وكلما جد جيل جدت لهم الأعذار ولم تغنهم النذر . . فالذي حاوله فريق معاوية . مع علي في صفين ولم يظفر به - من إفناء شيعة على أو من الإطاحة بأخصامه بالسم من الوجود - قد أتاحته ليزيد فرصة في كربلاء . وللطغيان طبيعة ومنهج . ومن طبيعته أن يعمى ويصم . فلا ينظر ولا يسمع إلا ذاته وأصواته . وأما المنهج فهو الغيلة . مرة واحدة إن أمكنه ، وإلا فوثبة وثبة . ولكل واحدة ما بعدها . والذي قارفه يزيد ليس مجرد سقطة وإنما كانت أم السقطات . فمن بعد كربلاء كانت وقعة الحرة ، ثم كان حريق الكعبة . . في سنوات ثلاثة متعاقبة . فحق عليها جزاء السماء فأوردته حتفه . . والسماء تملى للظالم ، حتى إذا أخذته لم تفلته . والدرس الثالث : يتعلق بأهل البيت أنفسهم . 1 - فهم العترة الطاهرة . يدخلون الجنة مع جدهم ، بعملهم ، فلا يعملون إلا العمل الأصلح . والذي صنعوه في كربلاء هو الذي كان يصنعه جداهم . والذي صنعه أصحابهم معهم هو الذي كان يصنعه الصحابة - وأعظم به وبهم صنيعا وصناعا . فما هو إلا صفحات جديدة يضيفونها إلى السيرة العطرة . 2 - وهم مثل جميع المسلمين ، إن لم يكن قبل جميع المسلمين ، مطالبون بالجهاد والتضحية وليس فضلهم ليسقط التكليف عنهم . كما يزعم بعض المتصوفة عن رجال من المتصوفين . وهذا درس للمتواكلين الذين لا يقبل الإسلام تواكلهم .
58
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 58