نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 57
الدفاع عن سيد الشهداء ، بين رجاله الذين ماتوا عن آخرهم ، وهم عليمون أنهم يخوضون معركة ، خاسرة بكل المقاييس التي يتقايس بها المتحاربون ، مظفرة بمقاييس المؤمنين . ولو عاش هؤلاء الشهداء العظماء ، سنوات أو أشهرا أخرى ، لماتوا كما يموت الآخرون . لكنهم ماتوا شهداء " كربلاء " ، ليحيوا في ضمير الزمان كله أمثالا للحق ، وعناوين على عظمة الإسلام . كانت كربلاء رسالة من ابن النبي للمسلمين : هي الأولى من نوعها بما تحتويه من دروس . لا تحصى ، فحسبنا أن نشير إلى البعض منها . وفي الدرس الواحد جماع دروس : وأول الدروس يتعلق بالحق ذاته . وفي الحق أعظم الدروس : أن لا يقر أحد الباطل . وأن يقدم في سبيل ذلك نفسه ، وأن يكون قدوة . وألا يهاب المكثورون كثرة الظلمة . فالأمم تبقى بالمقاومة ولا تصيبها الهزيمة إن فقدت معركة ، ما دامت فيها إرادة النصر ، يسعى إيمانها بين يديها لتبلغ غرضها كله ، إن لم يكن من فورها ، فمرحلة بعد مرحلة . وأول من تعلم على الحسين بن علي درس سنة 61 كان عبد الله ابن الزبير باستشهاده بمكة بعد أعوام عشرة ، وهو مكثور بجند عبد الملك ابن مروان بعد إذ حرقوا الكعبة ، كما حرقها جند يزيد بن معاوية . وتعلم عمر بن عبد العزيز وعلم المسلمين - في مدة خلافته - أن الكلام أو الصياح ، ليس الأداة المثلى للإصلاح ، وإنما المواقف هي التي نهز وجدان الشعوب ، فكان له أعظم المواقف إذ بدأ بنفسه وأهله فضحى فكانت فيه الأسوة الحسنة . وكلل الله سعيه في أقصر مدة : ثلاثين شهرا كانت كافية لإصلاح دولة أدماها نحو قرن من الفساد ، ولإسعاد أمه تنتظر القدوة من حكامها فلا تجدها .
57
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 57